براءة الأشعریین من عقائد المخالفین (کتاب): تفاوت میان نسخه‌ها

از ویکی‌وحدت
جز (جایگزینی متن - 'ي' به 'ی')
خط ۲: خط ۲:
<div class="wikiInfo">[[پرونده:براءة الاشعریین.jpg|جایگزین=کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین|بندانگشتی|کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین]]
<div class="wikiInfo">[[پرونده:براءة الاشعریین.jpg|جایگزین=کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین|بندانگشتی|کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |نام
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |نام
!نام نويسنده
!نام نویسنده
|شیخ محمد العربی التبانی
|شیخ محمد العربی التبانی
|-
|-
خط ۱۸: خط ۱۸:




کتاب '''براءة الأشعريين من عقائد المخالفين'''  نوشته شیخ محمد العربی آل تبانی، شناخته شده به عنوان "ابو حامد بن مرزوق" (م. A.H. 1390 )  که در آن او را مورد انتقاد قرار [[ابن تیمیه]] (متوفی به سال 728 A.H )، ابن قیم (درگذشت 751 A.H )، و ابن عبدالوهاب (م. 1206 ه. ق )، و پیروان خود را از [[وهابی]] [[سلفی گری]] ، و توضیح داد ارتداد از تقسیم توحید به سه بخش، و توضیح داد که این راهی است که این مردم برای کفاره و کفر مسلمانان در پیش گرفتند.  
کتاب '''براءة الأشعریین من عقائد المخالفین'''  نوشته شیخ محمد العربی آل تبانی، شناخته شده به عنوان "ابو حامد بن مرزوق" (م. A.H. 1390 )  که در آن او را مورد انتقاد قرار [[ابن تیمیه]] (متوفی به سال 728 A.H )، ابن قیم (درگذشت 751 A.H )، و ابن عبدالوهاب (م. 1206 ه. ق )، و پیروان خود را از [[وهابی]] [[سلفی گری]] ، و توضیح داد ارتداد از تقسیم توحید به سه بخش، و توضیح داد که این راهی است که این مردم برای کفاره و کفر مسلمانان در پیش گرفتند.  
    
    
=دربارهٔ نویسنده=  
=دربارهٔ نویسنده=  
خط ۴۶: خط ۴۶:


==بخشی از کتاب==
==بخشی از کتاب==
يقول الشيخ محمد العربي التباني في مقدمته للكتاب:
یقول الشیخ محمد العربی التبانی فی مقدمته للكتاب:
    
    
الحمد لله الهادي عباده إلى الطريق الأقوم، المتفضل عليهم بنعمة الإسلام ودقائق الحكم، الناهي لهم عن التنازع في كتابه المحكم، والصلاة والسلام على أشرف مبعوث إلى جميع الأمم، سيدنا محمد القائل: "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم"، وعلى آله وأصحابة نجوم الاهتداء لكل فصيح وأعجم.
الحمد لله الهادی عباده إلى الطریق الأقوم، المتفضل علیهم بنعمة الإسلام ودقائق الحكم، الناهی لهم عن التنازع فی كتابه المحكم، والصلاة والسلام على أشرف مبعوث إلى جمیع الأمم، سیدنا محمد القائل: "إن أمتی لا تجتمع على ضلالة فإذا رأیتم الاختلاف فعلیكم بالسواد الأعظم"، وعلى آله وأصحابة نجوم الاهتداء لكل فصیح وأعجم.
أما بعد:
أما بعد:
فهذه خلاصة علمية في عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلِّديه جمعت أكثر درّها المنقول والمعقول من تحقيق علماء الإسلام الأعلام، وشيدت صرحها بتاريخ الإسلام، ودعمتها بكثير من آيات الكتاب الحكيم وسنته عليه الصلاة والسلام، فجاءت بحمد الله حصناً منيعاً لا يرام.
فهذه خلاصة علمیة فی عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلِّدیه جمعت أكثر درّها المنقول والمعقول من تحقیق علماء الإسلام الأعلام، وشیدت صرحها بتاریخ الإسلام، ودعمتها بكثیر من آیات الكتاب الحكیم وسنته علیه الصلاة والسلام، فجاءت بحمد الله حصناً منیعاً لا یرام.
وقد رد بعض أتباع الأئمة الأربعة عليه وعلى مقلِّديه بتآليف كثيرة جيدة، وممن رد عليه من الحنابلة أخوه سليمان بن عبد الوهاب، ومن حنابلة الشام آل الشطي والشيخ عبد الله القدومي النابلسي في رحلته، وكلها مطبوعة، في ناحيتين: زيارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، والتوسل به وبالصالحين من أمته، وقالوا: أنه مع مقلِّديه من الخوارج.<br>
وقد رد بعض أتباع الأئمة الأربعة علیه وعلى مقلِّدیه بتآلیف كثیرة جیدة، وممن رد علیه من الحنابلة أخوه سلیمان بن عبد الوهاب، ومن حنابلة الشام آل الشطی والشیخ عبد الله القدومی النابلسی فی رحلته، وكلها مطبوعة، فی ناحیتین: زیارة النبی صلى الله تعالى علیه وسلم، والتوسل به وبالصالحین من أمته، وقالوا: أنه مع مقلِّدیه من الخوارج.<br>
وممن نص على هذا العلامة المحقق السيد محمد أمين بن عابدين في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" في باب: "البغاة"، والشيخ الصاوي المصري في حاشيته على الجلالين، لتكفيره أهل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) برأيه، ولا شك أن التكفير سِمَة الخوارج وكل المبتدعة الذين يُكفِّرون مخالفي رأيهم من أهل القبلة، ولا تفيد هذه الخلاصة مَن مرق إلى الجهة الأخرى، لأن العلماء قالوا إن البدعة إذا رسخت في قلب لا يرجع صاحبها عنها ولو رأى ألف دليل واضح وضوح الشمس يبطلها إلا إذا أدركته عناية الله، وإنما هي عاصمة إن شاء الله تعالى من لم يدخل في بدعهم.<br>
وممن نص على هذا العلامة المحقق السید محمد أمین بن عابدین فی حاشیته "رد المحتار على الدر المختار" فی باب: "البغاة"، والشیخ الصاوی المصری فی حاشیته على الجلالین، لتكفیره أهل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) برأیه، ولا شك أن التكفیر سِمَة الخوارج وكل المبتدعة الذین یُكفِّرون مخالفی رأیهم من أهل القبلة، ولا تفید هذه الخلاصة مَن مرق إلى الجهة الأخرى، لأن العلماء قالوا إن البدعة إذا رسخت فی قلب لا یرجع صاحبها عنها ولو رأى ألف دلیل واضح وضوح الشمس یبطلها إلا إذا أدركته عنایة الله، وإنما هی عاصمة إن شاء الله تعالى من لم یدخل فی بدعهم.<br>


وتنحصر أمهات عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلديه في أربع: تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، وتوحيد الألوهية والربوبية، وعدم توقيرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفير المسلمين. وهو مقلد فيها كلها أحمد بن تيمية، وهذا مقلد في الأولى الكرامية ومجسمة الحنابلة، ومقتد بهما وبالحروريين في الرابعة، ومخترع توحيد الألوهية والربوبية الذي تفرع عنه عدم توقيرهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتكفير المسلمين أيضاً.<br>
وتنحصر أمهات عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلدیه فی أربع: تشبیه الله سبحانه وتعالى بخلقه، وتوحید الألوهیة والربوبیة، وعدم توقیرهم النبی صلى الله علیه وسلم، وتكفیر المسلمین. وهو مقلد فیها كلها أحمد بن تیمیة، وهذا مقلد فی الأولى الكرامیة ومجسمة الحنابلة، ومقتد بهما وبالحروریین فی الرابعة، ومخترع توحید الألوهیة والربوبیة الذی تفرع عنه عدم توقیرهم النبی صلى الله تعالى علیه وسلم وتكفیر المسلمین أیضاً.<br>
وثقة نقل دين الإسلام محصورة عندهم فيه وفي تلميذه ابن القيم وفي محمد ابن عبد الوهاب، فلا يثقون بأي عالم من علماء المسلمين ولا يقيمون له وزناً إلا إذا وجدوا في كلامه شبهة تؤيد هواهم، فدين الإسلام الواسع محصور علماؤه في الثلاثة، وأمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم المرحومة المنتشرة منذ توسع الفتح الإسلامي في خلافة ذي النورين عثمان رضي الله تعالى عنه إلى عصرنا هذا في أكثر الربع العامر وهي أكثر الأمم جميعاً أحباراً ومؤلفين، وهي أيضاً ثلثا أهل الجنة كما في الحديث الصحيح محصورة فيهم وفي علمائهم الثلاثة، وكل من له إلمام بالعلم وطالع تآليف ابن القيم ورسائل ابن عبد الوهاب مجرداً نفسه عن العاطفة متحلياً بالإنصاف يجدهما مقلِّدَيْنِ ابن تيمية في فهمه كله، مُؤلِّهَيْنِ هواه، ممتازاً أولهما: بالمدافعة عن شواذ شيخه مدافعة معتوه، وما أجاد فيه الكتابة من الأبحاث العلمية أخذه من تحقيق من سبقه من علماء المسلمين وتشبع به ولم يُعزِهِ إلى محققيه (كما هي أمانة نقل العلم عن العلماء).<br>
وثقة نقل دین الإسلام محصورة عندهم فیه وفی تلمیذه ابن القیم وفی محمد ابن عبد الوهاب، فلا یثقون بأی عالم من علماء المسلمین ولا یقیمون له وزناً إلا إذا وجدوا فی كلامه شبهة تؤید هواهم، فدین الإسلام الواسع محصور علماؤه فی الثلاثة، وأمة محمد صلى الله تعالى علیه وسلم المرحومة المنتشرة منذ توسع الفتح الإسلامی فی خلافة ذی النورین عثمان رضی الله تعالى عنه إلى عصرنا هذا فی أكثر الربع العامر وهی أكثر الأمم جمیعاً أحباراً ومؤلفین، وهی أیضاً ثلثا أهل الجنة كما فی الحدیث الصحیح محصورة فیهم وفی علمائهم الثلاثة، وكل من له إلمام بالعلم وطالع تآلیف ابن القیم ورسائل ابن عبد الوهاب مجرداً نفسه عن العاطفة متحلیاً بالإنصاف یجدهما مقلِّدَیْنِ ابن تیمیة فی فهمه كله، مُؤلِّهَیْنِ هواه، ممتازاً أولهما: بالمدافعة عن شواذ شیخه مدافعة معتوه، وما أجاد فیه الكتابة من الأبحاث العلمیة أخذه من تحقیق من سبقه من علماء المسلمین وتشبع به ولم یُعزِهِ إلى محققیه (كما هی أمانة نقل العلم عن العلماء).<br>


والقارىء البسيط يظن تلك الإجادة منه، وإنما هو جَمَّاعة مطلع مقلد في جل الفروع الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه، وفي بعضها وفي أصول الدين أحمد بن تيمية متعصب لهما تعصباً جنونياً. وابن عبد الوهاب نشأ في محيط عوام فانتحل شواذ ابن تيمية على ما فيها من تضارب وتخبط والتهمها فصار بها إماماً مجتهداً مجدداً معصوماً فهمه وكلامه عن الخطأ، مؤمناً موحداً كل من قلده، جهمياً مشركاً كل ما خالف هواه، فيخرج بنتيجة واحدة وهي أن علم أصول الدين على غرزاة مادته وكثرة مباحثه وبعض الفروع محصور في فهم أحمد بن تيمية، وفهمه معصوم من الخطأ، وكلامه عندهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعلماء الإسلام الأولون والآخرون على كثرتهم ممثلون في شخصه، وحيث صار إماماً قدوة للمفتونين به مع كونه من الخلف توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. فإني سأنقل بحول الله تعالى وقوته كلامه في الأمهات الأربع من كتبه ورسائله ليراه الألباء (جمع لبيب) فيتحققوا شذوذه عن السواد الأعظم، ثم ابطله مفصلاً بالبراهين، وسيأتي شرح حال كل من الثلاثة.<br>
والقارىء البسیط یظن تلك الإجادة منه، وإنما هو جَمَّاعة مطلع مقلد فی جل الفروع الإمام أحمد بن حنبل رضی الله تعالى عنه، وفی بعضها وفی أصول الدین أحمد بن تیمیة متعصب لهما تعصباً جنونیاً. وابن عبد الوهاب نشأ فی محیط عوام فانتحل شواذ ابن تیمیة على ما فیها من تضارب وتخبط والتهمها فصار بها إماماً مجتهداً مجدداً معصوماً فهمه وكلامه عن الخطأ، مؤمناً موحداً كل من قلده، جهمیاً مشركاً كل ما خالف هواه، فیخرج بنتیجة واحدة وهی أن علم أصول الدین على غرزاة مادته وكثرة مباحثه وبعض الفروع محصور فی فهم أحمد بن تیمیة، وفهمه معصوم من الخطأ، وكلامه عندهم لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه، وعلماء الإسلام الأولون والآخرون على كثرتهم ممثلون فی شخصه، وحیث صار إماماً قدوة للمفتونین به مع كونه من الخلف توفی سنة ثمان وعشرین وسبعمائة. فإنی سأنقل بحول الله تعالى وقوته كلامه فی الأمهات الأربع من كتبه ورسائله لیراه الألباء (جمع لبیب) فیتحققوا شذوذه عن السواد الأعظم، ثم ابطله مفصلاً بالبراهین، وسیأتی شرح حال كل من الثلاثة.<br>


وقد سميتها: براءة الأشعريين من عقائد المخالفين، وقد انتظمت في أربعة فصول وخاتمة، فرحم الله تعالى مسلماً عرف قدره، ولم يتعد طوره، وسلم من داء الإعجاب والثقة بنفسه، وحجزه وقار العلم عن نهش أعراض أئمة الإسلام وعلمائه فـ (إن يد الله على الجماعة)... .
وقد سمیتها: براءة الأشعریین من عقائد المخالفین، وقد انتظمت فی أربعة فصول وخاتمة، فرحم الله تعالى مسلماً عرف قدره، ولم یتعد طوره، وسلم من داء الإعجاب والثقة بنفسه، وحجزه وقار العلم عن نهش أعراض أئمة الإسلام وعلمائه فـ (إن ید الله على الجماعة)... .





نسخهٔ ‏۴ ژانویهٔ ۲۰۲۲، ساعت ۱۵:۱۲

کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین
کتاب براءة الاشعریین من عقائد المخالفین
نام نویسنده شیخ محمد العربی التبانی
موضوع اسلام ـ کلام
زبان کتاب عربى‌
تعداد جلد تک جلدی


کتاب براءة الأشعریین من عقائد المخالفین نوشته شیخ محمد العربی آل تبانی، شناخته شده به عنوان "ابو حامد بن مرزوق" (م. A.H. 1390 ) که در آن او را مورد انتقاد قرار ابن تیمیه (متوفی به سال 728 A.H )، ابن قیم (درگذشت 751 A.H )، و ابن عبدالوهاب (م. 1206 ه. ق )، و پیروان خود را از وهابی سلفی گری ، و توضیح داد ارتداد از تقسیم توحید به سه بخش، و توضیح داد که این راهی است که این مردم برای کفاره و کفر مسلمانان در پیش گرفتند.

دربارهٔ نویسنده

تولد او

در روستای راس الوادی الجزایر در سال 1315 ه.

از استادانش

شیخ عبدالله بن القادی الیلاوی در الجزایر و دیگران در مسجد الزیتونه تونس ، قبل از هجرت به حرمین شریفین . از شیوخ او در مدینه می توان به شیخ احمد الشنقیتی، شیخ محمد الشنقیتی و شیخ حمدان الوانسی و در مکه مکرمه شیخ عبدالرحمن الدهان و شیخ مشتاق احمد اشاره کرد.

از شاگردانش

آنها در همه جا و در میان اهل حرمین، از جمله سید محمد امین کوتبی، سید علوی مالکی، شیخ محمد نور سیف و شیخ عبدالله اللحجی گسترش یافتند .

تدریس

تدریس در مسجدالحرام در سال 1338 هجری شمسی در باب الزیاده و سپس در ریگ باب عمره «بین باب البصیه و الزیاده» در شب سه شنبه و جمعه بین مغرب و عشا آغاز شد. در تاریخ و بلاغت و غیره و در زیارت مدینه نیز در مسجد النبی درس داشت .

کتاب های او

معروف ترین آنها:

  1. انذار نابغه از تقریرات الخدری (شهادت مردم خوب بر برائت از صالحان).
  2. وحدت کسانی که نجبه هستند، از جمله در قرآن و سنت فضایل صحابه.

درگذشت

شیخ محمد العربی التبانی در مکه مکرمه سال 1390 ق درگذشت.

مباحث کتاب

  • مباحثی در مورد تجسم.
  • مباحثی درباره یگانگی الوهیت و یگانگی الوهیت.
  • مباحثی در بی حرمتی آنان نسبت به پیامبر (صلی الله علیه و آله و سلم).
  • مباحثی کفار و مسلمانان شرک.

بخشی از کتاب

یقول الشیخ محمد العربی التبانی فی مقدمته للكتاب:

الحمد لله الهادی عباده إلى الطریق الأقوم، المتفضل علیهم بنعمة الإسلام ودقائق الحكم، الناهی لهم عن التنازع فی كتابه المحكم، والصلاة والسلام على أشرف مبعوث إلى جمیع الأمم، سیدنا محمد القائل: "إن أمتی لا تجتمع على ضلالة فإذا رأیتم الاختلاف فعلیكم بالسواد الأعظم"، وعلى آله وأصحابة نجوم الاهتداء لكل فصیح وأعجم. أما بعد: فهذه خلاصة علمیة فی عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلِّدیه جمعت أكثر درّها المنقول والمعقول من تحقیق علماء الإسلام الأعلام، وشیدت صرحها بتاریخ الإسلام، ودعمتها بكثیر من آیات الكتاب الحكیم وسنته علیه الصلاة والسلام، فجاءت بحمد الله حصناً منیعاً لا یرام. وقد رد بعض أتباع الأئمة الأربعة علیه وعلى مقلِّدیه بتآلیف كثیرة جیدة، وممن رد علیه من الحنابلة أخوه سلیمان بن عبد الوهاب، ومن حنابلة الشام آل الشطی والشیخ عبد الله القدومی النابلسی فی رحلته، وكلها مطبوعة، فی ناحیتین: زیارة النبی صلى الله تعالى علیه وسلم، والتوسل به وبالصالحین من أمته، وقالوا: أنه مع مقلِّدیه من الخوارج.
وممن نص على هذا العلامة المحقق السید محمد أمین بن عابدین فی حاشیته "رد المحتار على الدر المختار" فی باب: "البغاة"، والشیخ الصاوی المصری فی حاشیته على الجلالین، لتكفیره أهل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) برأیه، ولا شك أن التكفیر سِمَة الخوارج وكل المبتدعة الذین یُكفِّرون مخالفی رأیهم من أهل القبلة، ولا تفید هذه الخلاصة مَن مرق إلى الجهة الأخرى، لأن العلماء قالوا إن البدعة إذا رسخت فی قلب لا یرجع صاحبها عنها ولو رأى ألف دلیل واضح وضوح الشمس یبطلها إلا إذا أدركته عنایة الله، وإنما هی عاصمة إن شاء الله تعالى من لم یدخل فی بدعهم.

وتنحصر أمهات عقائد محمد بن عبد الوهاب ومقلدیه فی أربع: تشبیه الله سبحانه وتعالى بخلقه، وتوحید الألوهیة والربوبیة، وعدم توقیرهم النبی صلى الله علیه وسلم، وتكفیر المسلمین. وهو مقلد فیها كلها أحمد بن تیمیة، وهذا مقلد فی الأولى الكرامیة ومجسمة الحنابلة، ومقتد بهما وبالحروریین فی الرابعة، ومخترع توحید الألوهیة والربوبیة الذی تفرع عنه عدم توقیرهم النبی صلى الله تعالى علیه وسلم وتكفیر المسلمین أیضاً.
وثقة نقل دین الإسلام محصورة عندهم فیه وفی تلمیذه ابن القیم وفی محمد ابن عبد الوهاب، فلا یثقون بأی عالم من علماء المسلمین ولا یقیمون له وزناً إلا إذا وجدوا فی كلامه شبهة تؤید هواهم، فدین الإسلام الواسع محصور علماؤه فی الثلاثة، وأمة محمد صلى الله تعالى علیه وسلم المرحومة المنتشرة منذ توسع الفتح الإسلامی فی خلافة ذی النورین عثمان رضی الله تعالى عنه إلى عصرنا هذا فی أكثر الربع العامر وهی أكثر الأمم جمیعاً أحباراً ومؤلفین، وهی أیضاً ثلثا أهل الجنة كما فی الحدیث الصحیح محصورة فیهم وفی علمائهم الثلاثة، وكل من له إلمام بالعلم وطالع تآلیف ابن القیم ورسائل ابن عبد الوهاب مجرداً نفسه عن العاطفة متحلیاً بالإنصاف یجدهما مقلِّدَیْنِ ابن تیمیة فی فهمه كله، مُؤلِّهَیْنِ هواه، ممتازاً أولهما: بالمدافعة عن شواذ شیخه مدافعة معتوه، وما أجاد فیه الكتابة من الأبحاث العلمیة أخذه من تحقیق من سبقه من علماء المسلمین وتشبع به ولم یُعزِهِ إلى محققیه (كما هی أمانة نقل العلم عن العلماء).

والقارىء البسیط یظن تلك الإجادة منه، وإنما هو جَمَّاعة مطلع مقلد فی جل الفروع الإمام أحمد بن حنبل رضی الله تعالى عنه، وفی بعضها وفی أصول الدین أحمد بن تیمیة متعصب لهما تعصباً جنونیاً. وابن عبد الوهاب نشأ فی محیط عوام فانتحل شواذ ابن تیمیة على ما فیها من تضارب وتخبط والتهمها فصار بها إماماً مجتهداً مجدداً معصوماً فهمه وكلامه عن الخطأ، مؤمناً موحداً كل من قلده، جهمیاً مشركاً كل ما خالف هواه، فیخرج بنتیجة واحدة وهی أن علم أصول الدین على غرزاة مادته وكثرة مباحثه وبعض الفروع محصور فی فهم أحمد بن تیمیة، وفهمه معصوم من الخطأ، وكلامه عندهم لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه، وعلماء الإسلام الأولون والآخرون على كثرتهم ممثلون فی شخصه، وحیث صار إماماً قدوة للمفتونین به مع كونه من الخلف توفی سنة ثمان وعشرین وسبعمائة. فإنی سأنقل بحول الله تعالى وقوته كلامه فی الأمهات الأربع من كتبه ورسائله لیراه الألباء (جمع لبیب) فیتحققوا شذوذه عن السواد الأعظم، ثم ابطله مفصلاً بالبراهین، وسیأتی شرح حال كل من الثلاثة.

وقد سمیتها: براءة الأشعریین من عقائد المخالفین، وقد انتظمت فی أربعة فصول وخاتمة، فرحم الله تعالى مسلماً عرف قدره، ولم یتعد طوره، وسلم من داء الإعجاب والثقة بنفسه، وحجزه وقار العلم عن نهش أعراض أئمة الإسلام وعلمائه فـ (إن ید الله على الجماعة)... .


منابع

  1. کتاب: «برائت اشاعره از عقاید مخالف» . الکندی، فهرست الکترونیکی مؤسسه دومینیکن. بایگانی شده از نسخه اصلی در 19 اکتبر 2018.
  2. ر.ک؛ محمد یونس. برچیده شدن گفتمان افراط گرایی مقدم بر تجدید گفتمان دینی است . روزنامه الاتحاد امارات. بایگانی شده از نسخه اصلی در ۱۶ سپتامبر ۲۰۱۷.
  3. کتاب: برائت اشاعره از عقاید مخالفان، تالیف: ابی حامد بن مرزوق، ناشر: مطبعه العلم - دمشق، 1967م، جزء اول، ص 3-5.