عبدالله بن حبيب بن ربيعة

من ویکي‌وحدت
الاسم عبداللّه بن حبيب بن رُبَيِّعَة [١]
تاريخ الولادة ولادته في حياة النبي صلى الله عليه وآله
تاريخ الوفاة 74هجري قمري
كنيته أبو عبد الرحمان [٢].
نسبه السُّلَمي [٣].
لقبه الكوفي، القارئ، الضرير [٤].
طبقته الثانية [٥].

عبدالله بن حبيب بن ربيعة وقد اشتهر بكنيته: أبو عبد الرحمان السُلَمي [٦]، وكانت ولادته في حياة النبي صلى الله عليه وآله [٧] إلّا أنّه لم يره . وروي عنه أنّه قال : « والدي علّمني القرآن ، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد غزا معه» [٨]. وأخوه خرشة بن حبيب، وقد أورده ابن حبّان في ثقاته، وعدّه البخاري في تاريخه الكبير من رواة الإمام علي عليه السلام، ونقل عنه روايةً [٩].

لُقِّب بالسُلَمي لأنّه ينتسب إلى سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مُضرّ [١٠].

وقال أبو حُصَين عثمان بن عاصم: «كنّا نذهب بأبي عبد الرحمان من مجلسه، وكان أعمى » [١١].

وحكي عنه أنّه قال: «ما رأيت أحداً أقرأ لكتاب اللَّه من علي بن أبي طالب» [١٢]، ولذلك كان من أوائل من انتهت إليه القراءة في الكوفة، قال ابن الجزري: «إليه - أي: السُلَمي - انتهت القراءة تجويداً وضبطاً... وقال ابن مجاهد: أول من أقرأ الناس بالكوفة بالقراءة المجمع عليها أبو عبد الرحمان السُلَمي» [١٣].

وعن علّة رغبته في القراءة فهو يروي عن عثمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» فقال أبو عبد الرحمان: فذاك أجلسني هذا المجلس [١٤].

وكان يُقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج، قال أبو إسحاق: « أقرأَ أبو عبد الرحمان السُلَمي القرآن في المسجد أربعين سنة » [١٥]. وكان يقول : « إنّا لانأخذ على كتاب اللَّه أجراً» [١٦].

قال الذهبي: «قرأ القرآن وجوّده، ومهر فيه، وعرض على عثمان فيما بلغنا، وعلى علي وابن مسعود، وحدّث عن عمر وعثمان وطائفة» [١٧]. وقال شُعبة: «لم يسمع من ابن مسعود ، ولا من عثمان » [١٨]. وروي بطريقين عن عاصم عن أبي عبد الرحمان قال : «أخذت القراءة عن علي عليه السلام». وورد في رواية أُخرى : أنّه تعلّم القرآن من عثمان، وعرضه على علي عليه السلام [١٩].

ومع أنّه اشتهر بالقراءة، إلّا أنّه نقل عنه أيضاً بعض الفتاوى والآراء في الفقه [٢٠]. وعن عاصم بن بهدلة، قال: «كنّا نأتي أبا عبدالرحمان السُلَمي ونحن أُغَيلمة أيفاع، فيقول: لاتجالسوا القُصّاص غير أبي الأحوص، ولاتجالسوا شقيقاً، وليس بأبي وائل، ولا سعد ابن عُبيدة» [٢١].

وروى عطاء بن السائب قال: قال رجل لأبي عبد الرحمان السُلَمي: أُنشدك باللَّه تخبرني، فلمّا أكّد عليه، قال: باللَّه! هل أبغضت علياً إلّا يوم قسم المال في أهل الكوفة، فلم يصبك ولا أهل بيتك منه شي ء؟ قال: أما إذا أنشدتني باللَّه، فلقد كان ذلك [٢٢].

موقف الرجاليّين منه

عُدّ عبداللَّه من الحفّاظ [٢٣]، وأنّه كثير الحديث [٢٤]. وأورده البرقي في خواصّ أصحاب الإمام علي عليه السلام من مضر، وأضاف: «وبعض الرواة يطعن فيه» [٢٥]. فيما أورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن المعتمدين [٢٦]. ويبدو أنّ جميع النقّاد من أهل الحديث من غير الشيعة أذعنوا بوثاقته وإتقانه، بل اعتبره البعض إماماً [٢٧].

ومن بين رواته في القراءة: عاصم بن أبي النجود، عطاء بن السائب، يحيى بن وثّاب، أبو إسحاق السبيعي، عامر الشعبي، إسماعيل بن أبي خالد [٢٨].

ونقل عطاء بن السائب: أنّ أبا عبد الرحمان السُلَمي قال: «أخذنا القرآن عن قومٍ أخبرونا أ نّهم كانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يجاوزوهنّ إلى العشر الآخر حتّى يعملوا ما فيهنّ، فكنّا نتعلّم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لايجاوز تراقيهم»[٢٩]. وقال إسماعيل بن أبي خالد: «كان أبو عبدالرحمان السُلَمي يعلّمنا القرآن: خمس آيات، خمس آيات» [٣٠].

وكان أبو عبد الرحمان من أصحاب علي عليه السلام [٣١]، وعن الواقدي: «شهد مع علي صفّين...» [٣٢]. وفي الغارات: عُدّ من فقهاء الكوفة الذين عادوا أمير المؤمنين، وقد خذلوا عنه، وخرجوا من طاعته، مع غلبة التشيّع على الكوفة [٣٣]. لكن يبدو أنّ علي ابن إبراهيم القمّي قد وثّقه حيث أورد رواياته في تفسيره، وكذلك اعتبره المحقّق الخوئي ثقةً [٣٤].

من روى عنهم ومن رووا عنه[٣٥]

روى عن الإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعة ، منهم : عثمان بن عفّان ، عمر بن الخطاب ، عبد اللَّه بن مسعود، أبو موسى الأشعري، أبو هريرة، حُذيفة بن اليمان. وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم النخعي، علقمة بن مرثد، سعد بن عبيدة، أبو إسحاق السبيعي، سعيد بن جُبير، عبد الملك بن أعين، عاصم بن بهدلة. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة لأهل السنّة، وفي بعض المصادر الشيعية [٣٦].

من رواياته

روى عطاء بن السائب، قال: دخلت على عبداللَّه بن حبيب وهو يقضي في مسجده، فقلت: يرحمك اللَّه لو تحوّلت إلى فراشك، فقال: حدّثني من سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: «لايزال العبد في صلاة ما كان في مصلّاه ينتظر الصلاة، والملائكة تقول: اللّهم اغفر له، اللّهم ارحمه» [٣٧].

وفاته

توفّي عبداللَّه زمان ولاية بشر بن مروان، وكانت ولايته على الكوفة سنة 74 ه ، وروي: أنّه مات سنة 105 ه [٣٨].

المراجع

  1. تاريخ بغداد 9: 430.
  2. الطبقات الكبرى‏ 6: 172، الجرح و التعديل 5: 37، أعيان الشيعة 8: 50.
  3. تاريخ بغداد 9: 430، تذكرة الحفّاظ 1: 58، تنقيح المقال 2: 176.
  4. تهذيب التهذيب 5: 161، غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 413.
  5. تقريب التهذيب 1: 408.
  6. المصدر السابق، الطبقات الكبرى‏ 6: 172.
  7. سير أعلام النبلاء 4: 267.
  8. المصدر السابق: 269.
  9. تاب التاريخ الكبير 3: 214، كتاب الثقات 4: 212.
  10. اللباب 2: 128.
  11. سير أعلام النبلاء 4: 270.
  12. تاريخ مدينة دمشق 42: 401، الغدير 6: 308.
  13. غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 413.
  14. الطبقات الكبرى‏ 6: 172.
  15. تاريخ بغداد 9: 430 - 431.
  16. سير أعلام النبلاء 4: 269.
  17. المصدر السابق: 268.
  18. سير أعلام النبلاء 4: 269، تهذيب الكمال 14: 410، تهذيب التهذيب 5: 161.
  19. سير أعلام النبلاء 4: 268، 269، 270، الطبقات الكبرى‏ 6: 172.
  20. المعارف: 528.
  21. الطبقات الكبرى‏ 6: 173.
  22. الغارات 2: 567، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 100.
  23. تذكرة الحفّاظ 1: 58.
  24. الطبقات الكبرى‏ 6: 175.
  25. رجال البرقي: 5.
  26. خلاصة الأقوال: 318، رجال ابن داود: 118.
  27. حلية الأولياء 4: 191، تقريب التهذيب 1: 408، تذكرة الحفّاظ 1: 58، سير أعلام النبلاء 4: 267.
  28. غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 413، تاريخ الإسلام 5: 558.
  29. سير أعلام النبلاء 4: 269 - 270.
  30. المصدر السابق.
  31. المعارف: 528.
  32. تهذيب التهذيب 5: 161.
  33. الغارات 2: 559.
  34. تفسير القمي 2: 349، معجم رجال الحديث 1: 49 - 50، وانظر: جامع الرواة 1: 481.
  35. تهذيب الكمال 14: 408 - 409.
  36. المصدر السابق، بحار الأنوار 17: 404 و58: 313.
  37. الطبقات الكبرى‏ 6: 174، تاريخ بغداد 9: 431.
  38. تهذيب الكمال 14: 410، تاريخ بغداد 9: 432، الكامل في التاريخ 5: 126.