عبدالله بن إدريس بن يزيد

من ویکي‌وحدت
الاسم عبداللَّه بن إدريس بن يزيد [١]
ولادته ولد سنة 115 ه في عهد خلافة هشام بن عبد الملك
وفاته توفّي في الكوفة في عهد هارون الرشيد، عام 192 ه.
كنيته أبو محمد [٢].
نسبه الأوْدي، الزَعافري [٣].
لقبه الكوفي [٤].
طبقته الثامنة [٥].

عبداللَّه بن إدريس بن يزيد يعدّ من رواة أهل الكوفة وقرّائها المشهورين، وقد عُرف بحفظ الحديث والإكثار منه، وإمامة أهل السنّة والجماعة [٦]، ينتهي نسبه إلى‏ مِذحَج [٧]، ومن أجداده: «أود» و«زعافر» ولذا لقِّب بالأودي والزعافري [٨].

ترجمته

ويُعدّ أبوه إدريس بن يزيد الأودي من الرواة المشتركين أيضاً [٩]. ولعبداللَّه رواية عن أبيه وردت في الكافي [١٠]، وجاء فيها: عبداللَّه بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبداللَّه الأودي، والصحيح: عن أبيه إدريس أبي عبداللَّه الأودي. ولعلّ هذا جعل البعض يترجم له ولأبيه مرّتين.

وكذا نسبه إلى‏ الأزد تبعاً لبعض نسخ الكافي، ولعلّه تصحيف «الأود» كما في قاموس الرجال؛ ولأنّ الأزدي نسبةً إلى‏ أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. والأودي نسبةً إلى‏ أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج، وينتهي كذلك نسبه إلى‏ زيد بن كهلان [١١].

وعلى‏ كلّ حال فإنّ اسم هذه الشخصية غير معروف في المصادر الشيعية [١٢]، وأمّا المصادر الرجالية لأهل السنّة فلم تغفل عن ذكر عبداللَّه بن إدريس، وقالوا عنه: إنّه ولد سنة 115 ه في عهد خلافة هشام بن عبد الملك، وفي سنة وفاة الحكم بن عُتيبة، وإنّ جدّه يزيد كان ممّن شهد الدار يوم قُتل عثمان بن عفان [١٣].

كان عبداللَّه أحد الأئمة الأعلام، ومن جِلّة المقرئين، قرأ على‏ الأعمش وعلى‏ نافع [١٤]. وكان يقول في قراءة حمزة التي كان علي بن المديني يذمّها تبعاً لرأيه ما أستجيز أن أقول لمن يقرأ لحمزة: إنّه صاحب سُنّة [١٥].

قال عنه الذهبي: «أبو محمد الأودي الكوفي، الإمام الحافظ المقرئ القدوة، شيخ الإسلام» [١٦].

وكان عبداللَّه من المعارضين لحكم هارون الرشيد بشدّة، ويتجنّب التقرّب إليه، وفي يومٍ دعاه هارون مع بعض علماء الكوفة - منهم: حفص بن غياث - إلى‏ بغداد، وطلب منهم أن يتسلّموا منصب القضاء بالكوفة، فأبوا جميعاً سوى‏ حفص بن غياث. وفي هذا اللقاء قال هارون لعبداللَّه: وددت أنّي لم أكن رأيتك! قال ابن إدريس: وأنا وددت أنّي لم أكن رأيتك. وقال لحفص: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى‏ سوق أسد، فخضّبت لحيتك ودخلت الحمّام، أ نّك ستلي القضاء، لا واللَّه لا كلّمتك حتّى‏ تموت، فما كلّمه حتّى‏ مات [١٧].

وذكر أنّه ردّ هدية هارون، وقال: عندي قوصرة ملكاية، وراوية من حوض الربابين، ودبّة زيت، ما أحد أغنى‏ منّي [١٨].

وكان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكانت بينه وبين الإمام مالك صداقة، وقد قيل: إنّ جميع ما يرويه مالك في الموطّأ: «بلغني عن علي» فيرسلها، أنّه سمعها من عبداللَّه بن إدريس [١٩].

موقف الرجاليّين منه

هو مجهول عند الشيعة، فذكر المحقّق الخوئي: أنّه لم يُطرح في غير رجال الطوسي، وورد أيضاً في سند رواية في الكافي. وبعد الشيخ الطوسي كان المحقّق التستري هو أوّل من أشار إليه، ونقل عن المسترشد أنّه كان يحمل على‏ علي‏عليه السلام [٢٠]. وأمّا أهل السنّة فقد وثّقه رجاليّوهم، وقبلوا روايته [٢١]. من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٢]: روى‏ عن جماعة، منهم: أبوه أدريس، عمه داود بن يزيد، الأعمش، ابن جُرَيج، الحسن بن فُرات القزّاز، شُعبة بن الحجّاج، ليث بن أبي سُلَيم، هشام بن عُروة. وروى‏ عنه جماعة، منهم: مالك وهو من شيوخه، عبداللَّه بن المبارك، يحيى‏ بن آدم، أحمد، ابن معين، إسحاق بن راهويه، أبو سعيد الأشجّ، أبو كُرَيب محمد بن العلاء. وقد وردت رواياته في بعض الكتب الروائية، كالصحاح الستّة، والكافي للكليني [٢٣].

من رواياته

نقل الذهبي بإسناده عن عبداللَّه بن إدريس عن النبي ‏صلى الله عليه وآله - بثلاث وسائط - أنّه‏ صلى الله عليه وآله قال: «إنّ في الليل ساعة، لايوافقها رجل مسلم يسأل اللَّه تعالى‏ فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلّا أعطاه إيّاه، وذلك كلّ ليلة» [٢٤].

وفاته

توفّي عبد اللَّه في الكوفة في عهد هارون الرشيد عام 192.[٢٥]

المراجع

  1. مجمع الزوائد: نور الدين الهيثمي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه .
  2. المحبّر: محمد بن حبيب البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
  3. المحلّى‏ بالآثار: ابن حزم الأندلسي، دار الفكر، بيروت.
  4. مختصر تاريخ دمشق: ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1404 ه .
  5. مرآة العقول: محمد باقر المجلسي، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1363.
  6. المراجعات: عبدالحسين شرف الدين العاملي، دار المرتضى‏، بيروت.
  7. )مروج الذهب: علي بن الحسين المسعودي، مؤسسة دار الهجرة، قم، 1404 ه .
  8. مستدركات علم رجال الحديث: الشيخ علي النمازي، حسينية عماد زاده، أصفهان، 1412 ه .
  9. مستدرك الوسائل: المحدّث النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1408 ه .
  10. المسترشد: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانپور، قم، 1415 ه .
  11. مسند أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت.
  12. مسند الإمام الرضا عليه السلام: داود بن سليمان بن يوسف الغازي، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، 1418 ه .
  13. المسند الجامع: أبو اللحم أنس بن مالك، دار الجيل، بيروت، 1413 ه .
  14. مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال: أقا بزرك الطهراني، دار العلوم، بيروت، 1408 ه .
  15. المعارف: عبداللَّه بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1415 ه .
  16. معالم العلماء: محمد بن علي بن شهرآشوب،، قم.
  17. معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  18. معجم رجال الحديث: أبو القاسم الخوئي، ط 5، 1413 ه .
  19. معجم قبائل العرب: عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1402 ه.
  20. المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني، منشورات مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
  21. معجم المفسّرين: عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1403 ه .
  22. المعجم الموحّد: محمود درياب النجفي، مجمع الفكر الإسلامي، قم، 1414 ه .
  23. معجم المؤلّفين: عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408 ه .
  24. المعرفة والتاريخ: يعقوب بن سفيان البسوي، منشورات رئاسة ديوان الأوقاف، بغداد، 1394 ه .
  25. المغني: ابن قدامة، دار الكتاب العربي، بيروت.