عباد بن صهيب

من ویکي‌وحدت

عباد بن صهيب: كان قدرياً داعيةً، وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، واعتبره البعض من أهل السنة متروك الحديث، منهم: ابن سعد وابن حجر و البخاري وأبو حاتم، ولكن قال أحمد: «ما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم، وقد سمع من الأعمش، وعدّه أبو داود صدوقاً قدرياً». واعتبرته المصادر الشيعية في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وقال المحقّق الخوئي بأنّه ثقة، بينما العلامة الحلي وابن داود أورداه في القسم الثاني من كتابيهما الذي خصّصوه للرواة غير المعتبرين، وصرّح الفاضل المقداد وكاشف الرموز بضعفه، وأنّه كان بترياً.

عبّاد بن صُهَيب (... ــ 212ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو بكر.[٢]
نسبه: الكُلَيبي، اليربوعي، المازني، التميمي.[٣]
لقبه: البصري، الكوفي.[٤]
كان قدرياً داعيةً، فترك البعضُ حديثه.[٥]
ولقِّب باليربوعي والكليبي والتميمي؛ لانتسابه إلى‏ كُليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.[٦] ولقِّب أيضاً بالكوفي والمازني، قال التستري: «إنّ لقب المازني لايمكن اجتماعه مع الكليبي».[٧]

موقف الرجاليّين منه

اعتبره البعض من أهل السنة متروك الحديث، منهم: ابن سعد وابن حجر و البخاري وأبو حاتم. فيما شهد البعض على‏ أنّ رواياته معتبرة، أو شهد على‏ وثاقته وصدقه، منهم: أحمد وابن معين وعبدان وأبو داود.[٨]
قال أحمد: «ما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم، وقد سمع من الأعمش، وعدّه أبو داود صدوقاً قدرياً».[٩]
وقال يحيى‏ بن معين: «عبّاد بن صُهَيب أثبت من أبي عاصم النبيل».[١٠]
وذكر ابن عدي عن ابن حمّاد: أنّه متروك الحديث، إلّا أنّه قال: «ولعبّاد تصانيف كثيرة، وحديث كثير عن المعروفين وعن الضعفاء، ويتبيّن على‏ حديثه الضعف، ومع ضعفه يكتب حديثه».[١١] وقال عبدان: «وعبّاد لم يكذبه الناس، إنّما لقّنه صُهيب بن محمد بن صُهيب أحاديث في آخر الأمر».[١٢]
واعتبرته المصادر الشيعية في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وأنّه محدّث من أهل السنة[١٣]، وأنّه بتري المذهب[١٤]، إلّا المامقاني الذي انفرد فاستظهر من كلام النجاشي و الشيخ الطوسي في فهرسته أنّه كان إمامياً، وشهد بوثاقته.[١٥]
فثمة رأيان عند رجاليّي الشيعة بشأن عبّاد: فالعلّامة وابن داود أورداه في القسم الثاني من كتابيهما الذي خصّصوه للرواة غير المعتبرين، وصرّح الفاضل المقداد وكاشف الرموز بضعفه، وأنّه كان بترياً. هذا، مع أنّ العلامة الحلي عدّه ثقةً في إيضاح الاشتباه.[١٦]
والرأي الآخر: أنّه من أهل السنة وبتري المذهب، إلّا أنّه ثقة. وممّن يرى‏ هذا الرأي: الشهيد الثاني في تعليقته على‏ خلاصة الأقوال، والحائري في منتهى‏ المقال، والجزائري في حاوي الأقوال، والمجلسي في الوجيزة والتستري في القاموس و المحقق الخوئي في المعجم.[١٧]
وقد تبنّى‏ هؤلاء هذا الرأي بالجمع بين شهادة النجاشي وعلي بن إبراهيم على‏ وثاقة عبّاد، وتصريح الشيخ الطوسي والكشّي على‏ أنّه كان من أهل السنة.[١٨]
واستنتج المحقّق الخوئي بأنّه ثقة ولاريب في ذلك، بحسب شهادة النجاشي وعلي ابن إبراهيم في تفسيره، وكذلك فلاريب في أنّه من أهل السنّة، ولكن التساؤل: هل أنّه هو نفسه الذي اعتبره الإمام عليه السلام مرائياً.[١٩] كما جاء في الرواية؟
ثم يذكر الخوئي أنّه لم يثبت هذا الأمر، وذلك لأنّ الرواية في أكثر نسخ الكشّي إنّما وردت بشأن عبّاد بن بكير، ولم ترد بشأن عبّاد بن صُهيب إلّا في نسخة المولى‏ عناية اللَّه القهبائي. وكذلك فإنّ رواية عبداللَّه بن سنان التي نقلها الكشّي حول عبّاد بن صُهيب تُعدّ اجتهاداً من الكشّي في تطبيقها عليه، وإلّا فإنّ هذه الرواية وردت في الكافي وذكر فيها اسم عبّاد بن كثير.[٢٠]
ومن هنا يتّضح أنّ المرحوم العلّامة الأميني قد غفل، فأورد اسم «عبّاد» في فهرس الكذّابين والوضّاعين في كتابه.[٢١]

من روى عنهم ومن رووا عنه

وقع بعنوان عبّاد بن صُهيب في إسناد جملةٍ من الروايات تبلغ سبعة وعشرين مورداً، يروى‏ في جميع ذلك عن أبي عبداللَّه عليه السلام.
وروى‏ عنه: ابن محبوب و الحسن بن محبوب. وروى الكليني بعنوان: عبّاد بن صُهَيب البصري عن أبي عبداللَّه روايةً في الكافي.[٢٢]
وأمّا في مصادر أهل السنة فقد ذكر البعض؛ كابن عدي وابن حبان أنّه يروي عن هشام بن عروة، وعن الأعمش. ونُقل عن علي بن عبداللَّه أنّه قال: «تركت من حديثي مائة ألف، منها عن عبّاد بن صُهيب خمسين ألفاً».[٢٣]

من رواياته

نقل العلّامة الأميني عن المرزباني مسنداً عن عبّاد بن صُهَيب عن الصادق عليه السلام في حديثٍ له قال: حدّثني أبي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام: «أنّ محبّي آل محمد صلى الله عليه وآله لايموتون إلّا تائبين».[٢٤]

وفاته

توفّي عبّاد قريباً من سنة 212 هـ، في البصرة أيام خلافة المأمون، وصلّى‏ على‏ جنازته طاهر بن علي بن سليمان الهاشمي أمير البصرة.[٢٥]

الهوامش

  1. ميزان الاعتدال 2: 367، كتاب التاريخ الكبير 6: 43، جامع الرواة 1: 430.
  2. الطبقات الكبرى‏ 7: 297.
  3. الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1652، رجال النجاشي: 293، رجال الطوسي: 240.
  4. كتاب التاريخ الكبير 6: 43.
  5. الطبقات الكبرى‏ 7: 297، لسان الميزان 3: 231.
  6. أنظر: تنقيح المقال 2: 121، اللباب 3: 108.
  7. قاموس الرجال 5: 65.
  8. لسان الميزان 3: 230، ميزان الاعتدال 2: 367، الجرح والتعديل 6: 81، الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1652.
  9. ميزان الاعتدال 2: 367.
  10. المصدر السابق.
  11. الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1652، 1653.
  12. لسان الميزان 3: 230، 231، الجرح والتعديل 6: 81، ميزان الاعتدال 2: 367، الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1652.
  13. رجال البرقي: 24، رجال الطوسي: 131، 240، الكافي 1: 49.
  14. خلاصة الأقوال: 380، التحرير الطاوسي: 452.
  15. تنقيح المقال 2: 122.
  16. خلاصة الأقوال: 380، رجال ابن داود: 252، إيضاح الاشتباه: 232، وانظر: تنقيح المقال 2: 121.
  17. رسائل الشهيد الثاني 2: 1081، منتهى‏ المقال 4: 57، حاوي الأقوال 3: 219، الوجيزة: 98، قاموس الرجال 5: 649، معجم رجال الحديث 10: 233.
  18. رجال النجاشي: 293، تفسير علي بن إبراهيم القمي 2: 389.
  19. أنظر: رجال الكشّي: رقم (736).
  20. معجم رجال الحديث 10: 233. وانظر: تنقيح المقال 2: 121 - 122، قاموس الرجال 5: 648 - 650، الكافي 2: 222.
  21. الغدير 5: 235.
  22. معجم رجال الحديث 10: 234، مستدركات علم رجال الحديث 4: 334، كتاب الخصال: 127.
  23. الكامل في ضعفاء الرجال 4: 1652، كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 164، لسان الميزان 2: 230، 231.
  24. الغدير 2: 248.
  25. كتاب التاريخ الصغير 2: 297، لسان الميزان 3: 231، الطبقات الكبرى‏ 7: 297.