عبادة ابن الصامت

من ویکي‌وحدت

عبادة بن الصامت: شهد العقبة الأولى والثانية، وكان أحد النقباء. آخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين أبي مرثد الغنوي. وشهد بدراً وسائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وكان يُعلَّم أهل الصفة القرآن، وهو ممّن جمع القرآن في زمن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). استعمله رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) على بعض الصدقات، ووجّهه عمر بن الخطاب إلى الشام ليعلَّم أهلها القرآن ويفقّههم في الدين، فأقام بحمص، ثم انتقل إلى فلسطين.

عُبادة بن الصامت (38قبل الهجرة ــ 34ق)

وهو ابن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد. شهد العقبة الأولى والثانية، وكان أحد النقباء. آخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين أبي مرثد الغنوي. وشهد بدراً وسائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وكان يُعلَّم أهل الصفة القرآن، وهو ممّن جمع القرآن في زمن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). استعمله رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) على بعض الصدقات، ووجّهه عمر بن الخطاب إلى الشام ليعلَّم أهلها القرآن ويفقّههم في الدين، فأقام بحمص، ثم انتقل إلى فلسطين. [١]

موضعه عند معاوية

وكان عُبادة يُنكر على معاوية أيام ولايته على الشام أحداثاً وأُموراً عَمِل فيها بخلاف السنّة النبوية الشريفة، وله في ذلك معه مواقف مشهورة.
روي أنّ معاوية خالف في شيء أنكره عليه عبادة في الصرف، فأغلظ له معاوية في القول، فقال عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبداً، ورحل إلى المدينة، فقال له عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال: ارجع إلى مكانك فقبّح اللَّه أرضاً لست فيها ولا أمثالك. وكتب إلى معاوية: لا إمرة لك عليه.
وعن عبيدة بن رفاعة، قال: إنّ عبادة بن الصامت مرت عليه قِطارة وهو بالشام، تحمل الخمر فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل: لا، بل خمر يباع لفلان.
فأخذ شفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلَّا بقرها، و أبو هريرة إذ ذاك بالشام، فأرسل فلان إلى أبي هريرة فقال: ألا تمسك عنّا أخاك عبادة بن الصامت؟ أمّا بالغدوات فيغدو إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم، وأمّا بالعشيّ فيقعد بالمسجد ليس له عمل إلَّا شتم أعراضنا وعيبنا، فأمسك عنّا أخاك. فقال أبو هريرة: يا عبادة ما لك ولمعاوية؟ ذره وما حُمِّل فانّ اللَّه تعالى يقول: «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ».[٢]
قال: يا أبا هريرة، لم تكن معنا إذ بايعنا رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) على السمع والطاعة، وعلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نقول في اللَّه لا تأخذنا في اللَّه لومة لائم.. فلم يكلَّمه أبو هريرة بشيء، فكتب فلان إلى عثمان بالمدينة: إنّ عبادة بن الصامت قد أفسد عليّ الشام وأهله، فإمّا أن يكفّ عبادة وإمّا أن أخلَّي بينه وبين الشام، فكتب عثمان إلى فلان أن أرحِلْه إلى داره من المدينة.. فلم يُفجأ عثمان به إلَّا وهو قاعد في جانب الدار، فالتفت إليه، فقال: ما لنا ولك يا عبادة؟ فقام عبادة.. فقال: إني سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أبا القاسم يقول: سيلي أُموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما يعرفون، فلا طاعة لمن عصى اللَّه فلا تضلَّوا بربكم فوالذي نفس عبادة بيده إنّ فلاناً لمن أُولئك، فوالذي نفس عبادة بيده إنّ فلاناً لمن أولئك. فما راجعة عثمان بحرف.
وروي أنّ عبادة كان مع معاوية، فأذّن يوماً، فقام خطيب يمدح معاوية، ويُثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحثاه في فم الخطيب، فغضب معاوية، فقال له عبادة: إنّك لم تكن معنا حين بايعنا رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بالعقبة.. أن نقوم بالحق حيث كنّا، لا نخاف في اللَّه لومة لائم، وقال رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): « إذا رأيتم المدّاحين، فأحثوا في أفواههم التراب ».

من روی عنهم ومن رووا عنه

حدّث عن عبادة: أبو أمامة الباهلي، وأنس بن مالك، وأبو مسلم الخولاني وجبير بن نفير، وكثير بن مرّة، وآخرون.

فتاواه

عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف» ثلاث فتاوى، منها: الشفق الحمرة، فإذا غابت بأجمعها فقد دخل وقت العشاء الآخرة.

وفاته

مات بفلسطين سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. قيل: ودفن بالقدس، وقبره بها إلى اليوم معروف.

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 546، المحبر 71 و 270، التأريخ الكبير 6- 92، الجرح و التعديل 6- 96، اختيار معرفة الرجال 38، الثقات لابن حبّان 3- 302، مشاهير علماء الامصار 87 برقم 334، المستدرك للحاكم 3- 354، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 55 برقم 26، الخلاف للطوسي 1- 263 م 6، رجال الطوسي 23 برقم 24، الإستيعاب 2- 441، أسد الغابة 3- 106، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 256، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11- 301، تهذيب الكمال 14- 183، سير أعلام النبلاء 2- 5، العبر للذهبي 1- 26، تاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء (422، الوافي بالوفيات 16- 618، الجواهر المضيئة 2- 415، الاصابة 2- 260، تهذيب التهذيب 5- 111، تقريب التهذيب 1- 395، شذرات الذهب 1- 40، كنز العمال 13- 554، الدرجات الرفيعة 362، ذخائر المواريث 1- 270، تنقيح المقال 2- 125 برقم 6192، الغدير 7- 264 و 265، معجم رجال الحديث 9- 222 برقم 6157.
  2. البقرة: 141.