شعبة بن الحجاج

من ویکي‌وحدت

شعبة بن الحجاج: من أصحاب ورواة الصادق عليه السلام، وكان ماهراً في علم النحو وقول الشعر. وكان له أخوان: بشّار وحمّاد، يعملان بالصيرفة. وكان شُعبة يقول لـ أصحاب الحديث: «ويلكم! الزموا السوق، فإنّما أنا عيال على‏ إخوتي». وما أكل شُعبة من كسبه درهماً قط، وكان ألثغاً، واللُثْغَة في اللسان: أن يصيّر الراء غيناً أو لاماً، والسين ثاءً. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ووثّقه علماء ورجاليّو أهل السنة وأثنوا عليه كثيراً.

شُعبة بن الحجَّاج (83 ــ 160ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو بِسْطام.[٢]
نسبه: العَتَكي، الأزدي.[٣]
لقبه: الواسطي، البصري.[٤]
طبقته: السابعة.[٥]
ولد شُعبة بنهرناب قرية من واسط[٦]، وسكن البصرة.[٧] ولم يُصرَّح بنوع ولائه، إلّا أنّ الظاهر أنّه كان مولى عتق.[٨] وكان له أخوان: بشّار وحمّاد، يعملان بالصيرفة. وكان شُعبة يقول لـ أصحاب الحديث: «ويلكم! الزموا السوق، فإنّما أنا عيال على‏ إخوتي». وما أكل شُعبة من كسبه درهماً قط[٩]، وكان ألثغاً.[١٠]
وكان شُعبة يحبّ الفقراء، فعن النضر بن شميل، قال: «ما رأيت أرحم بمسكين من شُعبة، وكان إذا رأى‏ المسكين لايزال ينظر إليه حتّى‏ يغيب عن وجهه».[١١] ولم تكن ثيابه تساوي عشرة دراهم: إزاره وقميصه، وكان شيخاً كثير الصدقة.[١٢] وقيل: إنّه عَبِدَ اللَّهَ حتّى‏ جفّ جلده على‏ عظمه واسودّ.[١٣]
عدّه ابن قتيبة و السيد شرف الدين و السيد محسن الأمين شيعيّاً[١٤]، إلّا أنّه لم يُقصد منه أنّه من الشيعة الإمامية.[١٥] وذكر الخطيب البغدادي عن يزيد بن زريع، قال: «قدم علينا شُعبة البصرة ورأيه رأي سوء... - يعني الترفّض - فما زلنا به حتّى‏ ترك قوله ورجع، وصار معنا».[١٦]
كان ماهراً في علم النحو وقول الشعر، حتّى‏ قال الأصمعي: «لم نر أحداً أعلم بالشعر من شُعبة».[١٧] وكان شعبة يقول: «واللَّه لأَنا في الشعر أسلم منّي في الحديث».[١٨] وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً، وورعاً وفضلاً[١٩]، حتّى‏ قال الحاكم: «إنّه إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث، وانّه سمع من أربعمائة من التابعين».[٢٠]
وكان أوّل من فتّش بالعراق عن أمر المحدّثين، وجانَبَ الضعفاء والمتروكين حتّى‏ صار علماً يُقتدى‏ به.[٢١] واعتبره أبو الفرج من أهل الحديث، وذكر أنّه أفتى‏ بالخروج مع إبراهيم بن عبداللَّه. فقد روى‏ عن نصر بن حمّاد، قال: «مازلت أسمع أنّ شعبة كان يقول في نصرة إبراهيم بن عبداللَّه للناس إذا سألوه: ما يقعدكم! هي بدر الصغرى‏؟»[٢٢]

موقف الرجاليّين منه

وثّقه علماء ورجاليّو أهل السنة وأثنوا عليه كثيراً، منهم: ابن معين وابن حجر وابن سعد والعجلي.[٢٣] وعدّه أبو نُعَيم وابن حجر و الشيخ الطوسي من أصحاب ورواة الصادق عليه السلام.[٢٤]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الصادق عليه السلام.[٢٥]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: أبان بن تغلب، إبراهيم بن عامر، إبراهيم بن محمد، إبراهيم بن مسلم، إسماعيل بن عبد الرحمان المعروف بالسُّدّي الكبير، حُميد ابن هلال، داود بن أبي الهند، طلحة بن مصرّف، سماك بن حرب.
وروى‏ عنه خلق كثير، منهم: الأعمش، سفيان الثوري، وكيع، أبو داود الطيالسي، بَهْز بن أسد، أيوب السختياني، أبو نُعَيم، والقعنبي. وذكر ابن حجر أنّه روى‏ عمّا يقرب من 415 شيخاً، وروى‏ عنه 46 راوياً[٢٦]، وزاد الخطيب.[٢٧] اثني عشر رجلاً ممّن روى‏ عنه، فصار عددهم 58 راوياً. وقال الحاكم: «إنّه رأى‏ بعض الصحابة».[٢٨]
ووردت رواياته - والتي بلغت ألفي حديث على‏ ما قاله علي بن المديني - في الصحاح الستة، وفي خصال الشيخ الصدوق وكتاب التوحيد وأمالي المفيد.[٢٩] وعدّه الأميني ممّن روى‏ حديث الغدير.[٣٠]

من رواياته

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «كلّ معروف صدقة».[٣١]
وروى‏ عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «إنّ اللَّه لمّا أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ففعلت، ثم قال لي جبرئيل: إنّ اللَّه بنى‏ جنّةً من لؤلؤ وقصب... إلى‏ أن قال: فقلت لجبرئيل: لمن بنى‏ اللَّه هذه الجنّة؟ فقال: هذه جنّة بناها اللَّه لعلي وفاطمة، تحفة أتحفها اللَّه تبارك وتعالى‏ وأقرّ عينك يا رسول اللَّه».[٣٢]

وفاته

توفّي شعبة سنة 160 هـ.[٣٣]

الهوامش

  1. الجرح والتعديل 4: 369، المعارف: 501، معجم رجال الحديث 10: 30، تنقيح المقال 2: 85.
  2. وفيات الأعيان 2: 469، الطبقات الكبرى‏ 7: 280، كتاب الثقات 6: 446.
  3. تهذيب الكمال 12: 479، جامع الرواة 1: 399، قاموس الرجال 5: 422، رجال صحيح البخاري 1: 354.
  4. كتاب التاريخ الكبير 4: 244، تاريخ بغداد 9: 255، تهذيب التهذيب 4: 297، رجال الطوسي: 218.
  5. تقريب التهذيب 1: 351.
  6. الأنساب 4: 153، رجال صحيح مسلم 1: 299.
  7. تهذيب الأسماء واللغات 1: 245.
  8. تاريخ بغداد 9: 255، تهذيب الكمال 12: 480، الطبقات الكبرى‏ 7: 280، المعارف: 501.
  9. تاريخ بغداد 9: 257، سير أعلام النبلاء 7: 207.
  10. حلية الأولياء 7: 144. واللُثْغَة في اللسان: أن يصيّر الراء غيناً أو لاماً، والسين ثاءً.
  11. سير أعلام النبلاء 7: 211.
  12. المصدر السابق، تاريخ بغداد 9: 261، 262.
  13. سير أعلام النبلاء 7: 209.
  14. المعارف: 624، المراجعات: 68، أعيان الشيعة 7: 348.
  15. أنظر: قاموس الرجال 1: 22.
  16. تاريخ بغداد 9: 260 - 261.
  17. المصدر السابق: 258.
  18. المعارف: 501.
  19. رجال صحيح مسلم 1: 299.
  20. حكاه الذهبي في تذكرة الحفّاظ 1: 194، وتاريخ الإسلام 9: 417.
  21. كتاب الثقات 6: 446، الغدير 5: 209، 222، 224، جمهرة أنساب العرب: 132، 155، 213.
  22. مقاتل الطالبيّين: 242.
  23. سير أعلام النبلاء 7: 202، تهذيب التهذيب 4: 302، تاريخ الثقات: 220، تهذيب الأسماء واللغات 1: 245، العبر 1: 180.
  24. حلية الأولياء 3: 199، تهذيب التهذيب 4: 298، رجال الطوسي: 218.
  25. تهذيب الكمال 12: 480 - 489، سير أعلام النبلاء 7: 203.
  26. تهذيب التهذيب 4: 297 - 301.
  27. تاريخ بغداد 9: 255.
  28. أنظر: تذكرة الحفّاظ 1: 194.
  29. تهذيب الكمال 12: 489، تهذيب التهذيب 4: 297، كتاب الخصال: 71، 73، 163، 185، 470، كتاب التوحيد: 29، كتاب الأمالي: 93، 345.
  30. الغدير 1: 76.
  31. حلية الأولياء 7: 194.
  32. تاريخ مدينة دمشق 42: 129.
  33. الطبقات الكبرى‏ 7: 281، تاريخ خليفة: 348، كتاب التاريخ الكبير 4: 244، شذرات الذهب 1: 247 .