سعيد بن فيروز

من ویکي‌وحدت

سعيد بن فيروز: كان من التابعين من أهل الكوفة ومن كبار فقهائها. وكان من أوائل الثائرين من القرّاء ضدّ الحجّاج يوم دير الجماجم، و دير الجماجم موضع يبعد سبعة فراسخ عن الكوفة باتّجاه البصرة، حيث وقعت المعارك فيه بين الحجّاج ومعارضيه في أواخر سنة 82 وأوائل 83 هـ، واستمرّت مائة يوم. وكان شعار معارضي الحجّاج فيها «يالثارات الصلاة». وهو قاتَلَ في هذا الدير حتی قُتِل. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ووثّقه أصحاب التراجم والرجاليون من أهل السنة، وذكر ابن حجر أنّه ثقةٌ وثبتٌ وأنّ فيه تشيّعاً. وروى‏ عن الإمام علی عليه السلام مرسلاً، وروى‏ أيضاً عن عمر بن الخطاب، أبوذر الغفاري، سلمان الفارسي، عبدالله بن العباس و أبو سعيد الخدري.

سعيد بن فَيْروز = أبو البَخْتري (... ــ 83ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو البَخْتري.[٢]
نسبه: الطائي، الكلبي.[٣]
لقبه: الكوفي.[٤]
طبقته: الثالثة.[٥]
كان سعيد مولىً لبني نبهان من طيّ[٦]، وكان من أهل الكوفة ومن كبار فقهائها.[٧] ويصفه البعض أنّه كان عابداً نبيلاً جليلاً[٨]، وكان رقيق القلب، ويقول: «وددتُ أنّ اللَّه تعالى‏ يُطاع، وأنّي عبد مملوك».[٩] وكان إذا سمع ثناءً عليه، وعرض له عجب في قلبه، ثنّى‏ منكبيه تواضعاً، وقال: «خشعت للَّه».[١٠]
وكان من أوائل الثائرين من القرّاء ضدّ الحجّاج، ولمّا كان يوم دير الجماجم أراد القرّاء ان يُؤَمّروا عليهم أبا البَخْتري، فقال لهم: لا تفعلوا، فإنّي رجل من الموالي، فأمِّروا عليكم رجلاً من العرب.[١١] وعن عطاء بن السائب قال: قال أبو البَخْتري يوم دير الجماجم: «إنّ مفرّ الناس أشدّ حدّاً من السيف» قال: فقاتل حتّى‏ قُتل.[١٢]

موقف الرجاليّين منه

وثّقه أصحاب التراجم والرجاليون من أهل السنة ؛ كيحيى‏ بن معين وأبي حاتم الرازي وأبي زُرْعة. وقال هلال بن خَبَّاب: «كان من أفاضل أهل الكوفة».[١٣] وقال حبيب بن أبي ثابت: «اجتمعتُ أنا و سعيد بن جبير وأبو البَخْتري، فكان الطائي أعلمنا وأفقهنا».[١٤]
وذكر ابن حجر أنّه ثقةٌ وثبتٌ، وأنّ فيه تشيّع، وهو كثير الإرسال.[١٥] وقال ابن سعد: إنّه كان «كثير الحديث، يرسل حديثه ويروي عن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعاً فهو حسن، وإلّا فهو ضعيف».[١٦]
وأمّا رجاليو الشيعة، فقد أورده العلامة الحلي في القسم الأول من كتابه، ضمن المعتمدين، بعدما عدّه من أولياء الإمام علي عليه السلام .[١٧] وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة علي عليه السلام، من غير أن يذكر له جرحاً أو تعديلاً.[١٨]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي عليه السلام مرسلاً.[١٩]
وروى‏ أيضاً عن جماعة كثيرة، منهم: عمر بن الخطاب، أبو بَرْزَة الأسلمي، أبوذر الغفاري، سلمان الفارسي، عبد الله بن عباس، ابن عمر، أبو سعيد الخدري، ابن مسعود مرسلاً، أبوه فَيروز.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: عمرو بن مُرَّة، عطاء بن السائب، يونُس بن خبّاب، يزيد بن أبي زياد، حبيب بن أبي ثابت، سَلَمة بن كُهَيْل.

من رواياته

روي عنه أنّه قال: حدّثني من سمع علياً يقول: «لمّا بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى‏ اليمن، قلت: يا رسول اللَّه، تبعثني وأنا رجل حديث السنّ، لا علم لي بكثير من القضاء! قال: فضرب يده في صدري وقال: إذهب، فإنّ اللَّه عز وجل سيثبّت لسانك، ويهدي قلبك، قال: فما أعياني قضاء بين اثنين بعد».[٢٠]
وروى‏ عن أبي ذرّ أنّه قال: قلنا: يارسول اللَّه، ذهب أهل الأموال بالأجر، فقال صلى الله عليه وآله: «ألستم تصلّون وتصومون وتجاهدون في سبيل اللَّه؟» قلنا: نعم، إنّهم يفعلون ذلك كما نفعل، ويتصدّقون ولا نتصدّق، فقال: «إنّ فيكم صدقة كثيرة، إنّ في فضل سمعك على‏ السيّ‏ء السمع تتكلّم بحاجته صدقة، وفي فضل بصرك على‏ الضعيف البصر تعينه على‏ حاجته صدقة، وفي فضل قوّتك على‏ الضعيف تعينه على‏ حاجته صدقة، وفي رفعك الأذى‏ عن الطريق صدقة، وفي فضل بيانك على‏ الأغتم - وقال يحيى‏: على‏ الأرتم - تعينه على‏ حاجته صدقة، وفي مباضعتك أهلك صدقة»، قلت: أيأتي أحدنا شهوته ويُؤجر؟ قال: «أرأيت لو وضعه في غير حلّه أيأثم؟» قلت: نعم، قال: «فتحتسبون بالشرّ ولاتحتسبون بالخير؟!».[٢١]

وفاته

قُتل أبو البَخْتري سنة 83 هـ، بدير الجماجم، إبّان ثورة القرّاء ضدّ الحجّاج.[٢٢]

الهوامش

  1. كتاب التاريخ الكبير 3: 506، تنقيح المقال 2: 29، قاموس الرجال 5: 113.
  2. كتاب الجرح والتعديل 4: 55، جامع الرواة 1: 361، أعيان الشيعة 7: 242، معجم رجال الحديث 9: 91، 134. ويذكر السمعاني: أنّ البَخْتري اسم يشبه النسبة (الأنساب 1: 294).
  3. كتاب الثقات 4: 286، كتاب التاريخ الكبير 3: 506.
  4. تهذيب الكمال 11: 32، سير أعلام النبلاء 4: 279.
  5. تقريب التهذيب 1: 303.
  6. الطبقات الكبرى‏ 6: 292.
  7. شذرات الذهب 1: 92.
  8. تاريخ الإسلام 6: 231.
  9. حلية الأولياء 4: 380.
  10. الطبقات الكبرى‏ 6: 292.
  11. المصدر السابق. و«دير الجماجم» موضع يبعد سبعة فراسخ عن الكوفة باتّجاه البصرة، حيث وقعت المعارك فيه بين الحجّاج ومعارضيه في أواخر سنة 82 وأوائل 83 هـ، واستمرّت مائة يوم. وكان شعار معارضي الحجّاج فيها «يالثارات الصلاة» (معجم البلدان 2: 503، تاريخ الإسلام 6: 8 - 11).
  12. حلية الأولياء 4: 379.
  13. تهذيب الكمال 11: 34.
  14. تهذيب التهذيب 4: 65، تهذيب الكمال 11: 34.
  15. تقريب التهذيب 1: 303.
  16. الطبقات الكبرى‏ 6: 293.
  17. خلاصة الأقوال: 310.
  18. رجال الطوسي: 43.
  19. تهذيب الكمال 11: 32،33، حلية الأولياء 4: 383.
  20. مسند الطيالسي: 6، مسند أحمد 1: 136.
  21. حلية الأولياء 4: 383. والغتمة: العجمة، والأغتم: الذي لايفصح شيئاً. والأرتم: الذي لايتكلّم.
  22. الطبقات الكبرى‏ 6: 292، كتاب التاريخ الكبير 3: 507، تهذيب الكمال 11: 34، شذرات الذهب 1: 92.