سعد بن معاذ

من ویکي‌وحدت

سعد بن معاذ: كان من كبار الصحابة وكان من قبيلة الأوس، وهو أحد زعمائها، واعتنق الإسلام في المدينة، وكان ذلك بين بيعة العقبة الأُولى‏ والثانية، وبسبب إسلامه أسلموا جميع بني عبدالأشهل، وقام سعد مع أسيد بن حضير بن سماك بتحطيم أصنام بني عبد الأشهل. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وقد أثنى‏ عليه علماء الشيعة وكذا أهل السنة.

سَعْد بن مَعاذ بن النُعْمان (32 قبل الهجرة ــ 5ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عمرو.[٢]
نسبه: الأَشْهَلي، الأَوْسي.[٣]
لقبه: الأنصاري،المدني، البدري.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
كان سعد من الأوس، وهو أحد زعمائها.[٦] أُمّه كَبْشة بنت رافع من الصحابيات[٧]، وكانت ممّن بايعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله[٨]، وكذا زوجته هند بنت السمّاك.[٩]
بعد أن بايع النبيَّ اثناعشر شخصاً من الأنصار في بيعة العقبة الأُولى‏، أرسل إليهم مُصْعَب بن عُمَيْر ليعلّمهم أحكام الدين، ويبلّغ الإسلام بين أهل المدينة، وعندما التقاه سعد في المدينة اعتنق الإسلام، وكان ذلك بين بيعة العقبة الأُولى‏ والثانية، وأخذ سعد مصعباً إلى‏ بيته، وبإسلامه فإنّ جميع بني عبدالأشهل أسلموا، وقام سعد مع أسيد بن حضير بتحطيم أصنام بني عبد الأشهل.[١٠]
ولمّا خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى‏ غزوة «بُواط» على‏ رأس ثلاثة عشر شهراً بعد الهجرة، استخلف على‏ المدينة سعد بن معاذ.[١١]
ولمّا أتى‏ خبر مسير قريش إلى‏ بدر أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أصحابه واستشارهم، فقام سعد بن معاذ، فقال: أنا أُجيب عن الأنصار، كأنّك يا رسول اللَّه تريدنا؟ قال: «أجل»، قال: فامضِ يا نبيّ اللَّه لما أردت، فوالذي بعثك بالحقّ، لو استعرضتَ هذا البحر فخضته، لخضناه معك ما بقي منّا رجل واحد.[١٢] وبعد أن وصلوا إلى‏ أرض المعركة، وأقام الرسول صلى الله عليه وآله في عريشٍ‏له صنعوه باقتراحٍ من سعد، وقف سعد على‏ عتبة العريش متقلّداً سيفه للذبّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وكان يحمل لواء قبيلة الأوس.[١٣]
وقبل معركة أُحد، وعندما اقترب الأعداء من المدينة، بات بعض الصحابة ومنهم سعد بن معاذ في عِدّةٍ ليلة الجمعة، عليهم السلاح في المسجد بباب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وحُرست المدينة حتّى‏ أصبحوا. وكان رأي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يخرج من المدينة، فاستشار أصحابه في الخروج، فكان رأي الأكابر من المهاجرين والأنصار أن لايخرج، فقال صلى الله عليه وآله: «امكثوا في المدينة واجعلوا النساء والذراري في الآطام» فقال فتيان أحداث لم يشهدوا بدراً: اخرج بنا إلى‏ عدوّنا، فغلب على‏ الأمر الذين يريدون الخروج، فقال لهم سعد بن مَعاذ وأُسَيد بن حُضَيْر: استكرهتم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على‏ الخروج والأمرُ ينزل عليه من السماء، فردّوا الأمرَ إليه. فخرج صلى الله عليه وآله وقد لبس لامته وأظهر الدرع، واعتمّ وتقلّد السيف، فندموا جميعاً على‏ ما صنعوا، وقالوا: ما كان لنا أن نخالفك، فاصنع مابدا لك، فقال صلى الله عليه وآله: «لاينبغي لنبيِّ إذا لبس لامته أن يضعها حتّى‏ يحكم اللَّه بينه وبين أعدائه»، ثم ركب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فرسه، وخرج السعدان أمامه يعدوان: سعد بن معاذ وسعد بن عُبادة، وكلٌّ منهما دارع.[١٤]
وفي غزوة الخندق أُصيب سعد بسهمٍ رماه به حبّان بن عَرقة، فقطع أكحله، فحسمه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[١٥] كما واشترك في غزوة بني قُرَيْظَة في السنة الخامسة للهجرة، فبعد أن اشتدّ الحصار على‏ اليهود، واضطرارهم لقبول حكم سعد بن مُعاذ، حكم عليهم أن تُقتل الرجال، وتُقسم الأموال، وتُسبى‏ النساء والذراري فيستعين بهم المسلمون. وقد أيّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حكمه فيهم حتّى‏ قال: «أصبت حكم اللَّه فيهم».[١٦]

موقف الرجاليّين منه

كان سعد من كبار الصحابة، وقد أثنى‏ عليه علماء الشيعة[١٧]، وكذا أهل السنة[١٨]، إلّا أنّهم لم يرووا عنه سوى‏ حديثٍ واحدٍ في صحيح البخاري.[١٩]

وفاته

أُصيب سعد - كما ذكرنا - بسهمٍ في أكحله في معركة الخندق سنة خمس من الهجرة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد أمر بضرب فسطاطٍ في المسجد له، وكان يعوده كلّ يوم حتّى‏ توفّي، وكان موته بعد الخندق بشهر، وكان عمره حين وفاته 37 عاماً، ودُفن في البقيع.[٢٠]

المصادر

  1. جمهرة أنساب العرب 1: 339، الإصابة 3: 87، رجال الطوسي: 20.
  2. تقريب التهذيب 1: 346، كتاب التاريخ الكبير 4: 43.
  3. كتاب الثقات 3: 146، أُسد الغابة 2: 296.
  4. تهذيب الكمال 10: 300، الجرح والتعديل 4: 93.
  5. الإصابة 3: 87.
  6. تهذيب الكمال 10: 300.
  7. أُسد الغابة 2: 296.
  8. الطبقات الكبرى‏ 3: 420.
  9. المصدر السابق .
  10. الطبقات الكبرى‏ 3: 421، الاستيعاب 2: 602.
  11. الطبقات الكبرى‏ 2: 8.
  12. المصدر السابق: 14.
  13. الطبقات الكبرى‏ 2: 14، 15. قال الطبري: «قال سعد: يا رسول اللَّه نبني لك عريشاً من جريد فتكون فيه، ونعدّ عندك ركائبك، ثم نلقي عدوّنا، فإن أعزّنا اللَّه وأظهرنا على‏ عدوّنا كان ذلك ممّا أحببنا، وإن كانت الأخرى‏ جلست على‏ ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلّف عنك أقوام يانبي اللَّه ما نحن بأشدّ حبّاً لك منهم، ولوظنّوا أنّك تلقى‏ حرباً ما تخلّفوا عنك، يمنعك اللَّه بهم، يناصحوك ويجاهدون معك. فأثنى‏ رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله عليه خيراً، ودعا له بخير، ثم بنى‏ لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله عريشاً فكان فيه» (تاريخ الطبري 2: 145).
  14. الطبقات الكبرى‏ 2: 38 - 39.
  15. الإصابة 3: 70، أُسد الغابة 2: 296.
  16. تاريخ الطبري 2: 249، تهذيب الكمال 10: 302.
  17. منهج المقال: 160، رجال ابن داود: 102،معجم رجال الحديث 9: 94، تنقيح المقال 2: 21.
  18. تهذيب التهذيب 3: 418، أُسد الغابة 2: 296، الطبقات الكبرى‏ 3: 420، الإصابة 3: 70.
  19. صحيح البخاري 4: 249 - 250 كتاب المناقب 5: 91 - 92 كتاب المغازي.
  20. تاريخ الطبري 2: 253، شذرات الذهب 1: 11، العبر في خبر من غبر 1: 7، أعيان الشيعة 7: 230.