زيد بن ثابت

من ویکي‌وحدت

زيد بن ثابت: من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وآله. أسلم زيد عندما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة، وكان عمره آنذاك أحد عشر عاماً، فبدأ بتعلّم اللغة السريانية فصار مترجماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله. وشهد معركة أُحد وغزوة الخندق وكان عمره آنذاك 15 عاماً. وفي غزوة تبوك كان لواء بني النجّار بيده. و كان يكتب الوحي للنبي أحياناً. وكان إمام الناس بعد عمر بن الخطاب، وشهدت سقيفة بني ساعدة له دوراً مؤثّراً، حيث قام وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان من المهاجرين وكنّا أنصاره، وإنّما يكون الإمام من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنّا أنصار رسول اللَّه، فقال أبوبكر: واللَّه، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة.

زيد بن ثابت بن الضحّاك (11قبل الهجرة ــ 45ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو سعيد، أبو خارجة، أبو ثابت، أبو عبدالرحمان.[٢]
نسبه: النجّاري، الخَزْرجي.[٣]
لقبه: الأنصاري، الكاتب، المُقرئ، المدني.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
ينتسب زيد إلى‏ بني النجّار من قبيلة الخَزْرج، من ناحية أبيه ثابت، وأُمّه النَوار بنت مالك بن معاوية وقيل: صرمة.[٦] قُتل أبوه في وقعة «بُعاث» وهو ابن ستّ سنين، وكانت هذه الوقعة قد حصلت قبل الهجرة بخمس سنوات، بين قبيلتي الأوس والخَزْرج.[٧] وكان لزيد أبناء كثيرون، وقد قُتل عدد منهم في واقعة الحرّة.[٨]
أسلم زيد عندما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة، وكان عمره آنذاك أحد عشر عاماً، فبدأ بتعلّم اللغة السريانية التي يتحدّث بها اليهود، واستطاع خلال عشرين يوماً أن يتعلّمها، فصار مترجماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[٩] وشهد معركة أُحد طبقاً لما ذكر البعض، إلّا أنّ الأكثر ذكروا أنّ غزوة الخندق كانت أول معركة اشترك فيها، وكان عمره آنذاك 15 عاماً.[١٠] وفي غزوة تبوك كان لواء بني النجّار بيد عُمارة بن حزم، إلّا أنّ النبي صلى الله عليه وآله أخذها منه ودفعها إلى‏ زيد، وعلّل ذلك بأنّ زيداً أكثر أخذاً للقرآن من عُمارة.[١١] وذكر البعض: أنّ زيداً كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وآله.[١٢]
وشهدت سقيفة بني ساعدة له دوراً مؤثّراً، حيث قام وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان من المهاجرين وكنّا أنصاره، وإنّما يكون الإمام من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنّا أنصار رسول اللَّه، فقال أبوبكر: واللَّه، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم.[١٣]
وطبقاً لبعض الروايات فإنّ أبا بكر أمره لمّا رأى‏ مقتل القرّاء باليمامة بجمع القرآن من الرقاع والعُسُب وصدور الرجال.[١٤] كما وتولّى‏ زيد تقسيم غنائم الحرب في معركة اليرموك التي وقعت في زمان خلافة أبي بكر بين المسلمين والروم، وانتهت بانتصار المسلمين.[١٥]
وكان عمر بن الخطاب يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر، وإذا رجع أقطعه حديقةً من نخل.[١٦] واستعمله على‏ القضاء، وفرض له رزقاً.[١٧] وكان عمر يفرّق الناس في البلدان، ويوجّهه هو في الأُمور المهمة، ويُطلَب إليه الرجال المسمَّونَ، فيقال له: زيد بن ثابت، فيقول: لم يسقط عليّ مكان زيد، ولكن أهل البلد يحتاجون إلى‏ زيد فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لايجدون عند غيره.[١٨]
وذكروا: أنّ زيداً كان يفتي برأيه أحياناً، وكان يعدل عن فتواه الأُولى‏.[١٩] وقد اختاره هو وجماعة الخليفة عثمان عندما أراد أن يجمع القرآن ويُوحّد المصاحف.[٢٠] كما ولّاه عثمان الديوان وبيت المال.[٢١]
وكان زيد قد دخل دار الخلافة أيام الحصار، فقال له عثمان: «أنت خارج أنفع لي هاهنا، فذبّ عنّي» فخرج، فكان يذبّ الناس ويقول لهم فيه، حتّى‏ رجع لقوله أُناس من الأنصار.[٢٢]
ولمّا تولّى‏ الإمام علي عليه السلام الخلافة حينما ألحّت جماهير المسلمين عليه، لم يأته ولم يبايعه، ولم يشترك معه أيضاً في حروبه، إلّا أنّه كان يظهر بعض فضائله.[٢٣]
هذا وقد شهد له البعض بالعلم، فيُحكى‏ أنّ عبدالله بن عباس أخذ يوماً لزيد بن ثابت بالركاب، وقال: «هكذا يُفعل بالعلماء والكبراء».[٢٤] وقال مسروق: «قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم».[٢٥] وقال مالك بن أنس: «كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب زيد بن ثابت» يعني بالمدينة.[٢٦]

موقف الرجاليّين منه

كان زيد من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وآله، وقد ذكرته مصادر أهل السنة بخير. وأمّا عن الشيعة فقد عدّه الشيخ الطوسي وغيره من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّهم سكتوا عن جرحه أو تعديله، ولم يذكروه بخير أو بغيره.[٢٧]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله أكثر من تسعين حديثاً. وكذلك روى‏ عن أبي بكر وعمر بن الخطاب و عثمان بن عفان وعبداللَّه بن عثمان.[٢٨]
وروى‏ عنه من الصحابة جماعة، منهم: ابن عمر، أبو سعيد الخُدري، أبو هريرة، أنس، سهل بن سعد الساعدي، سهل بن حُنَيْف، عبداللَّه بن يزيد الخَطْمي. ومن التابعين: سعيد بن المسيّب، القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبان بن عثمان، ولداه: خارجة وسليمان بن زيد، طاوس بن كيْسان.

من رواياته

ومن رواياته التي وردت في صحاح أهل السنة: رواية الثقلين، وحديث الغدير.[٢٩]
وروى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «نضّر اللَّه امرءاً سمع منّا حديثاً فحفظه حتّى‏ يبلغه غيره، فإنّه رُبّ حامل فقهٍ ليس بفقيه، ورُبّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه...».[٣٠]

وفاته

توفّي زيد سنة 45 هـ، في زمان معاوية، وصلّى‏ عليه مروان في المدينة.[٣١]

الهوامش

  1. الاستيعاب 2: 537، تهذيب الكمال 10: 24.
  2. كتاب الثقات 3: 135، الاستيعاب 2: 537، تهذيب الأسماء واللغات 1: 200.
  3. تهذيب التهذيب 3: 344، كتاب التاريخ الكبير 3: 380.
  4. كتاب التاريخ الكبير 3: 380، تهذيب تاريخ دمشق 5: 446، تهذيب الكمال 10: 25.
  5. تقريب التهذيب 1: 272.
  6. الاستيعاب 2: 537، تهذيب الكمال 10: 25.
  7. المعارف: 260، الاستيعاب 2: 537.
  8. تهذيب الكمال 10: 26، تاريخ الإسلام 5: 30، وواقعة الحرّة حدثت سنة 63 ه، بعد أن ثار أهل المدينة ضد يزيد بن معاوية، فأرسل إليهم جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة فبطش بهم وقتّلهم وأباح المدينة لجيشه ثلاثة أيام، حتّى‏ سمّي مُسرفاً، وقُتل في تلك الغارة (700) من القرّاء والعبّاد، وكان من بينهم (7) أبناء لزيد بن ثابت.
  9. كتاب التاريخ الكبير 3: 381، الطبقات الكبرى‏ 2: 358 - 359.
  10. الاستيعاب 2: 537، تهذيب الأسماء واللغات 1: 201، تهذيب الكمال 10: 30.
  11. الإصابة 1: 561.
  12. تذكرة الحفّاظ 1: 30، تهذيب الكمال 10: 25، تقريب التهذيب 1: 272.
  13. تهذيب تاريخ دمشق 5: 449.
  14. الاستيعاب 2: 538، تهذيب تاريخ دمشق 5: 447.
  15. تهذيب الأسماء واللغات 1: 201.
  16. الطبقات الكبرى‏ 2: 359، الاستيعاب 2: 538، الإصابة 1: 562.
  17. الطبقات الكبرى‏ 2: 359.
  18. المصدر السابق 2: 359 - 360.
  19. أنظر: سنن البيهقي 6: 247، الطبقات الكبرى‏ 2: 361.
  20. الكامل في التاريخ 3: 111 - 112.
  21. تاريخ الطبري 4: 430، أُسد الغابة 2: 222.
  22. تهذيب تاريخ دمشق 5: 451.
  23. أُسد الغابة 2: 222، تاريخ الطبري 4: 430.
  24. الطبقات الكبرى‏ 2: 360.
  25. الاستيعاب 2: 539، تقريب التهذيب 1: 272، الطبقات الكبرى‏ 2: 360.
  26. الاستيعاب 2: 539.
  27. رجال الطوسي: 19، قاموس الرجال 4: 535 - 537.
  28. تهذيب الأسماء واللغات 1: 201، تهذيب الكمال 10: 25، تهذيب التهذيب 3: 344.
  29. المعجم الكبير 5: 153، الغدير 1: 37.
  30. مسند أحمد 5: 183.
  31. الطبقات الكبرى‏ 2: 360، المعارف: 260، كتاب الثقات 3: 136.