زيد بن الحسن بن علي

من ویکي‌وحدت

زيد بن الحسن بن علی: هو ابن الإمام الحسن المجتبى‏ عليه السلام، وكان كريماً جليلاً، يمدحه شعراء عصره، وكان الناس يقصدونه من الآفاق لطلب فضله، وهو الذي يتولّى‏ صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد تخلّف عن عمّه الحسين عليه السلام فلم يخرج معه الى‏ العراق، لكنّه بايع بعد مقتل عمّه الحسين عليه السلام عبدالله بن الزبير، وأما علاقته مع أهل البيت عليهم السلام فلم تكن حسنة، فقد كان متقرّباً إلى‏ بني أُمية ومصاحباً لسلاطينهم. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وروى‏ عن والده الإمام الحسن المجتبى‏ عليه السلام، كما أنه روى‏ أيضاً عن جابر بن عبدالله الأنصاري، و عبدالله بن عباس، ووثّقه ابن حجر و ابن حبان، وأما الشيخ الطوسي فقد عدّه من أصحاب السجاد عليه السلام من دون أن يتكلم فيه.

زيد بن الحسن بن علي عليهما السلام (... ــ 120ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو الحسن، أبو الحسين.[٢]
نسبه: الهاشمي، القُرَشي، الحَسَني، العلوي.[٣]
لقبه: المدني.[٤]
طبقته: الرابعة.[٥]
هو ابن الإمام الحسن المجتبى‏ عليه السلام، وكان له ولد وحيد اسمه الحسن الذي خلّف ذرّيةً كثيرة.[٦] وكان يتعجّب الناس من عِظَم خلقته.[٧] وكان كريماً جليلاً، يمدحه شعراء عصره[٨]، وكان الناس يقصدونه من الآفاق لطلب فضله.[٩] وكان يتولّى‏ صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد تخلّف عن عمّه الحسين عليه السلام فلم يخرج معه الى‏ العراق، لكنّه بايع بعد مقتل عمّه الحسين عليه السلام عبداللَّه بن الزبير؛ لأنّ أُخته لأُمّه وأبيه كانت تحت عبداللَّه ابن الزبير.[١٠]
كما وانتهت صدقات وموقوفات علي بن أبي طالب عليه السلام في زمن الوليد بن عبدالملك إليه، فنازعه فيها أبو هاشم عبداللَّه بن محمد ابن الحنفية.... وطالت المنازعة بينهما، فخرج زيد من المدينة الى‏ الوليد بن عبدالملك وهو بدمشق، فتكلّم عنده على‏ أبي هاشم، وأعلمه أنّ له شيعة بالعراق يتّخذونه إماماً، وأنّه يدعو إلى‏ نفسه حيث كان! فوقع ذلك في نفس الوليد، وصدّق زيداً فيما ذكر، فأشخص الوليد عبداللَّه إلى‏ دمشق وحبسه.[١١] كما واستطاع زيد أن يتقرّب الى الخليفة كثيراً، حتّى‏ تزوّج الوليد ابنته نفيسة.[١٢]
وبعد ذلك وفد الإمام السجاد عليه السلام في أمر عبداللَّه ودافع عنه، وبرّأه من التهم، وكذّب زيداً، وأخبره خبر صدقة علي عليه السلام وماجرى‏ فيها بينهما، حتّى‏ زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره، وخلّى‏ سبيل عبداللَّه، وأمره أن يقيم بدمشق لحضرته، فأقام عبداللَّه فيها يحضر مجلس الوليد مدّة طويلة.[١٣]
وذكر الذهبي: أنّ الوليد كتب الى‏ زيد بن الحسن يسأله أن يبايع لابنه، ويخلع سليمان بن عبدالملك من ولاية العهد، ففرق زيد وأجاب الوليد، فلّما استُخلف سليمان وجد كتاب زيد بذلك إلى‏ الوليد، فكتب سليمان الى‏ أبي بكر بن حزم أمير المدينة: أُدع زيداً فأقرئه هذا الكتاب، فإن عرفه فاكتب إليّ، وإن هو نكل فحلِّفه، قال: فخاف اللَّه واعترف،... فكتب بذلك ابن حزم، فكان جواب سليمان أن اضربه مائة سوط، ودرِّعه عباءةً، ومشِّه حافياً، قال: فحبس عمر بن عبد العزيز الرسول في عسكر سليمان، وقال: حتّى أُكلّم أمير المؤمنين فيما كتب به، ومرض سليمان، ثم مات، فحرق عمر الكتاب.[١٤] وأمّا في عهد عمر بن عبد العزيز فإنّه كتب في حقّه إلى‏ عامله بالمدينة: «أمّا بعد، فإنّ زيد بن الحسن شريف بني هاشم، فأدّوا إليه صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وأعنه يا هذا على‏ ما استعانك عليه».[١٥]

موقف الرجاليّين منه

وثّقه ابن حجر و ابن حبان[١٦]، وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب السجاد عليه السلام.[١٧] وبشكل عام: أغلب مصادر أهل السنة مدحته، فيما ضعّفته مصادر الشيعة أو سكتت عنه.[١٨]

زيد وأهل البيت عليهم السلام

يبدو من خلال ما ذكرنا آنفاً أنّ علاقة زيد مع أهل البيت عليهم السلام لم تكن حسنة، فقد كان متقرّباً إلى‏ بني أُمية ومصاحباً لسلاطينهم، بل ذكر المجلسي نقلاً عن الخرائج قصة نزاعه مع الباقر في ميراث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ووشايته به عند عبدالملك ابن مروان واتّهامه بالسحر، وسعيه في قتله عليه السلام.[١٩] إلّا أنّ المحقّقَيْن: التستري و الخوئي[٢٠] قد طعنا بهذه القصة، لكونها مرسلةً أولاً، ولأنّ عبدالملك مات قبل عصر الإمام الصادق عليه السلام.
هذا وحاول المجلسي توجيه ذلك باعتبار أنّ القصة حدثت في عصر هشام بن عبدالملك الذي كان معاصراً للباقر عليه السلام، وحُذفت كلمة هشام اشتباهاً من‏الراوي أو الناسخ.[٢١]
غير أنّ الشيخ المفيد اعتبره من أهل التقيّة والمداراة لحكومته في عصره، وذكر أنّه لم يدع الإمامة والزعامة لنفسه، بل وقال عنه: «كان جليل القدر».[٢٢] وعلّق المامقاني قائلاً: «إن كان ذاك هذا الذي نحن بصدد ترجمته، كما هو ظاهر قول الشيخ المفيد رحمه اللَّه: كان يلي صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فمدح الشيخ له وسكوته عن فعله هذا غريب، إلّا أن يكون لم يقف الشيخ المفيد على الخبر، أو بان له كونه غير هذا،...، وحيث إنّ اتّحاد الرجل قوي فالإعراض عن روايته لازم، إلّا أن يقال: إنّ روايته قبل فعله هذا من الحسان؛ لكونه إمامياً من أصحاب السجاد عليه السلام ممدوحاً، وعروض... ذاك لايفسد ما رواه في زمان استقامته».[٢٣]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الحسن المجتبى‏ عليه السلام.[٢٤]
وروى‏ أيضاً عن جابر بن عبدالله الأنصاري، و عبدالله بن عباس.
وروى عنه جماعة، منهم: ابنه الحسن، عبد الرحمان بن أبي الموال، عبداللَّه بن عمرو بن خِداش، نُجيح بن عبدالرحمان. وذكر الذهبي أنّه قليل الرواية للحديث.[٢٥]

من رواياته

حدّث زيد عن أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام: أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان إذا توضّأ نضل موضع سجوده بماءٍ حتّى‏ يسيله على‏ موضع السجود.[٢٦]

وفاته

توفّي زيد سنة 120 هـ في البطحاء التي تبعد ستّة أميال عن المدينة، ودُفن في البقيع.[٢٧] واختلفوا في عمره حين وفاته، الّا أنّ الأقرب أنّه توفّي عن 90 عاماً.[٢٨]

الهوامش

  1. تهذيب التهذيب 3: 350، كتاب التاريخ الكبير 3: 392.
  2. تهذيب الكمال 10: 52، عمدة الطالب: 69.
  3. تهذيب الكمال 10: 51، تهذيب التهذيب 3: 350، رجال الطوسي: 89.
  4. تهذيب الكمال 10: 52، تهذيب التهذيب 3: 350، الوافي بالوفيات 15: 30.
  5. تقريب التهذيب 1: 274.
  6. عمدة الطالب: 69 - 70.
  7. سيرأعلام النبلاء 4: 487.
  8. المصدر السابق.
  9. الإرشاد: 194.
  10. عمدة الطالب: 69.
  11. مختصر تاريخ دمشق 9: 132.
  12. المصدر السابق.
  13. المصدر نفسه.
  14. تاريخ الإسلام 7: 86.
  15. المصدر السابق: 85.
  16. تقريب التهذيب 1: 274، كتاب الثقات 4: 245.
  17. رجال الطوسي: 89.
  18. أنظر: تنقيح المقال 1: 462، قاموس الرجال 4: 544، معجم رجال الحديث 8: 351 - 352، تهذيب الكمال 10: 52 تهذيب التهذيب 3: 350، تقريب التهذيب 1: 274.
  19. بحار الأنوار 46: 329 - 330، الخرائج والجرائح 2: 600.
  20. قاموس الرجال 4: 544، معجم رجال الحديث 8: 351 - 352.
  21. البحار 46: 330.
  22. الإرشاد: 195.
  23. تنقيح المقال 1: 462.
  24. تهذيب الكمال 10: 52، تهذيب التهذيب 3: 350، سير أعلام النبلاء 4: 487.
  25. تاريخ الإسلام 7: 86.
  26. مختصر تاريخ دمشق 9: 131. ونضل: غلب.
  27. تهذيب التهذيب 3: 350، تقريب التهذيب 1: 274، أعيان الشيعة 7: 95.
  28. عمدة الطالب: 69، تهذيب التهذيب 3: 350، تاريخ الإسلام 7: 86، الوافي بالوفيات 15: 31.