رفاعة بن رافع

من ویکي‌وحدت

رفاعة بن رافع: كان من الصحابة وقد شهد بدراً وجميع غزوات النبي صلى الله عليه وآله، وكذلك حضر بيعة الرضوان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وكان ممّن حضر اجتماع المهاجرين والأنصار في مسجد النبي صلى الله عليه وآله لتعيين الخليفة بعد مقتل عثمان، فوقف رفاعة إلى‏ جانب عمّار وأبي الهيثم بن التيّهان وأمثالهما في تأييد علي عليه السلام لتصدّيه لأمر الخلافة. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، وذكره ابن حبان في الثقات.

رِفاعة بن رافع الأنصاري (... ــ 41ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو معاذ.[٢]
نسبه: الزُرَقي، الخَزْرَجي.[٣]
لقبه: الأنصاري، البدري، المدني. [٤]
طبقته: صحابي. [٥]
أبوه رافع بن مالك بن عجلان الأنصاري، من الصحابة، ومن أصحاب «العقبة الأُولى‏» و«العقبة الثانية».[٦] ويقال: إنّ رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء هما أول من لقي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بمكّة من الأنصار، وأسلما، وقدما بالإسلام المدينةَ. واستناداً إلى روايةٍ: فإنّ رفاعة شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وآله، واستطاع أن يأسر وَهب بن عُمَيْر من بني جُمَح، وطبقاً لقول البعض فإنّه قتل أُمية بن خلف. [٧]
وأمّه، أُم مالك بنت أُبيّ بن سلول، وأُخت عبداللَّه بن أُبيّ رئيس المنافقين في المدينة. [٨] وكان له أخوان، هما: مالك وخلّاد، وقد شهدا معه بدراً. وكان له ابن أخ اسمه يحيى‏ بن خلّاد، وحفيد اسمه علي بن يحيى‏ بن خلّاد، وهؤلاء جميعاً من رواة حديثه. [٩] وكان له ستّ زوجات وعشرة أولاد، وطبقاً لما ذكر ابن سعد والذهبي فإنّ له عقباً كثيراً بالمدينة وبغداد. [١٠]
وشهد رِفاعة - فضلاً عن غزوة بدر - جميع غزوات النبي صلى الله عليه وآله، وكذلك حضر بيعة الرضوان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. [١١] وكان ممّن حضر اجتماع المهاجرين والأنصار في مسجد النبي صلى الله عليه وآله لتعيين الخليفة بعد مقتل عثمان، فوقف رفاعة إلى‏ جانب عمّار وأبي الهيثم بن التيّهان وأمثالهما في تأييد علي عليه السلام لتصدّيه لأمر الخلافة. [١٢]
وفي حرب الجمل وقف معلناً استعداده للطاعة والامتثال لأوامر علي عليه السلام. [١٣] وحضر أيضاً وقعة صفين مع جيش علي عليه السلام، ثم اختير مع الشهود الذين شهدوا على‏ معاهدة التحكيم من جانب أصحاب علي عليه السلام. [١٤]
ولم يبيّن أصحاب التراجم والرجاليون من أهل الجمهور رأيهم فيه، ويبدو أنّ ذلك يعود إلى‏ أسباب سياسية واجتماعية، مع أنّ أهل السنة ينظرون إلى الصحابة بشكل عام بحسن الظنّ، ويعدّون الصحابي عادلاً.
واستظهر المامقاني ممّا نقله ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الاسكافي: أنّه من عرفاء الشيعة وعلمائهم، والمعروفين منهم بالتمسّك بدين الحقّ، كعمّار وأبي أيّوب وابن التيّهان. [١٥] إلّا أنّ التستري يرى‏ أنّه من جمهور المسلمين. [١٦]

موقف الرجاليّين منه

عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام[١٧]، وذكره ابن حبان في الثقات. [١٨]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر، وعبادة بن الصلت. [١٩]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: عبداللَّه بن شداد الليثي، ولداه: عُبَيْد ومُعاذ، وابن أخيه: يحيى‏ بن خلّاد، وحفيده: علي بن يحيى‏ بن خلّاد. وقد روي لرفاعة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أربعة وعشرون حديثاً، روى‏ البخاري منها ثلاثة. [٢٠]

من رواياته

سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: «لا تتمّ صلاة أحدكم حتّى‏ يسبغ الوضوء».[٢١]
وروى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله فقال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى المصلّى‏، فرأى‏ الناس يتبايعون، فقال: «يا معشر التجّار» فاستجابوا لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: «إنّ التجّار يُبعثون يوم القيامة فُجّاراً، إلّا من اتقى اللَّه وبرّ وصدق».[٢٢]

وفاته

توفّي رفاعة سنة 41 هـ، في أول خلافة معاوية.[٢٣]

الهوامش

  1. الاستيعاب 2: 497، منهج المقال: 140.
  2. تهذيب التهذيب 3: 243.
  3. كتاب الثقات 3: 125، أعيان الشيعة 7: 30.
  4. تهذيب الكمال 9: 203، جامع الرواة 1: 320، الجرح والتعديل 3: 492.
  5. تقريب التهذيب 1: 201، معجم رجال الحديث 8: 203.
  6. السيرة النبوية لابن هشام 2: 73، 103. والعقبة هو المكان الذي تقع فيه جمرة العقبة، والتي يرميها الحجّاج في اليوم العاشر من ذي الحجة، وكان عدد من أهل يثرب قد بايع النبي صلى الله عليه وآله فيها قبل هجرته إلى‏ المدينة، في العقبة الأُولى‏ بايعه اثناعشر رجلاً، وفي الثانية بايعه 70 رجلاً وامرأتان، وكان هؤلاء أول من أسلم من أهل المدينة.
  7. الطبقات الكبرى 3: 622، تهذيب الكمال 9: 203، تهذيب التهذيب 3: 243، المغازي 2: 54، 142،151.
  8. الاستيعاب 2: 497، الاصابة 2: 209، وذكر ابن حبيب في كتابه المحبر: أنّ اسم أُمه هو أُم سعد. وذكر البخاري وابن أبي حاتم: أنّ اسم أُمّه أو جدّته عفراء. ولكن يبدو أنّهم خلطوا بين هذا وبين شخص آخر اسمه رفاعة بن الحارث بن رفاعة الأنصاري. أنظر: كتاب التاريخ الكبير3: 319، الجرح والتعديل 3: 492.
  9. تهذيب الكمال 9: 203، الاستيعاب 2: 497.
  10. الطبقات الكبرى‏ 3: 596، تاريخ الإسلام 3: 660.
  11. أُسد الغابة 2: 178.
  12. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7: 36.
  13. أُسد الغابة 2: 179.
  14. وقعة صفّين: 506.
  15. تنقيح المقال 1: 432.
  16. قاموس الرجال 4: 377.
  17. رجال الطوسي: 19،41.
  18. كتاب الثقات 3: 125.
  19. تهذيب الكمال 9: 203.
  20. تهذيب الأسماء واللغات 1: 191.
  21. كتاب التاريخ الكبير 3: 319.
  22. المجموع للنووي 9: 151.
  23. الكامل في التاريخ 4: 44، الطبقات الكبرى‏ 3: 597، كتاب الثقات 3: 125، الاستيعاب 2: 497.