بركة بنت ثعلبة

من ویکي‌وحدت

بركة بنت ثعلبة: وهي إحدی الرواة المشتركات بين الشيعة و أهل السنة، کنيتها «امّ أيمن» وقد بشّرها النبي صلى الله عليه وآله بالجنّة، حيث قال: «من سرّه أن يتزوّج امرأةً من أهل الجنّة، فليتزوّج أُم أيمن». كما وأخبر الإمام الباقر عليه السلام أيضاً بأنّها من أهل الجنّة. هاجرت أُم أيمن الهجرتين: الأُولى‏ إلى‏ الحبشة، ثم بعد عودتها هاجرت الى‏ المدينة، وحضرت في غزوة أُحد، حيث كانت تسقي الماء وتداوي الجرحى‏، وشهدت بعد ذلك خيبر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. وقد استشهدت بها فاطمة عليها السلام في أمر فدك، فشهدت لها مع أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام.

بُرَكَة بنت ثعلبة بن عمرو امّ أيمن (... ــ ب24ق)

من الرواة المشتركات.[١]
كنيتها: أُم أيمن، أُم الظِباء.[٢]
لقبها: حاضنة النبي صلى الله عليه وآله، مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، خادمة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[٣]
طبقتها: صحابية.[٤]
لُقِّبت بحاضنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخادمته ؛ لأنّها كانت حتّى‏ وفاتها خادمة لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ولُقِّبت بمولاة رسول اللَّه لأ نّه صلى الله عليه وآله أعتقها.[٥]
كانت أُم أيمن أمةً لعبداللَّه بن عبد المطلب، فورثها النبي صلى الله عليه وآله من أبيه، وأعتقها صلى الله عليه وآله بعد زواجه من خديجة، فتزوّجت من عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج فولدت له أيمن، صحب النبي صلى الله عليه وآله وقُتل يوم حُنَين شهيداً.[٦]
وبعد وفاة عبيد تزوّجت من زيد بن حارثة وأنجبت منه أُسامة الذي كان قائداً لجيش المسلمين في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه باتّباعه.[٧]
هاجرت أُم أيمن الهجرتين: الأُولى‏ إلى‏ الحبشة، ثم بعد عودتها هاجرت الى‏ المدينة[٨]، وحضرت في غزوة أُحد، حيث كانت تسقي الماء وتداوي الجرحى‏، وشهدت بعد ذلك خيبر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[٩]
روي: أنّها لمّا هاجرت أمست بالمنصرف دون الروحاء، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فجهدها العطش، فدُلي عليها من السماء دلو من ماء برشاءٍ أبيض، فأخذته فشربت منه حتّى‏ رويت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش.[١٠] وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يناديها: «يا أُمّه»، وكان إذا نظر إليها قال: «هذه بقية أهل بيتي».[١١]

موقف الرجاليّين منها

ذكرها رجاليو الشيعة و أهل السنة على السواء بالمدح والثناء.[١٢]

أُم أيمن وأهل البيت عليهم السلام

فقد بشّرها النبي صلى الله عليه وآله بالجنّة، حيث قال: «من سرّه أن يتزوّج امرأةً من أهل الجنّة، فليتزوّج أُم أيمن».[١٣] كما وأخبر الإمام الباقر عليه السلام أيضاً بأنّها من أهل الجنّة.[١٤]
وروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: «إنّ جيران أُم أيمن أقبلوا الى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ أُم أيمن لم تنم البارحة من البكاء، لم تزل تبكي حتّى‏ أصبحت، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى‏ أُم أيمن، فجاءته، فقال لها: يا أُمّ أيمن، لا أبكى‏ اللَّه عينيك، ما الذي أبكاك؟ قالت: يا رسول اللَّه، رأيت رؤياً عظيمة شديدة، فلم أزل أبكي الليل أجمع، فقال لها صلى الله عليه وآله: قصِّيها عليَّ، فقالت: تعظم عليّ أن أتكلّم بها، فقال لها: إنّ الرؤيا ليست على‏ ما تُرى‏، فقالت: رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك ملقىً في بيتي، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: نامت عينك يا أُم أيمن، تلد فاطمة الحسين، فتربّينه وتلينه، فيكون بعض أعضائي في بيتك».[١٥]
وقد استشهدت بها فاطمة عليها السلام في أمر فدك، فشهدت لها مع أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام.[١٦] وجاء في الخبر: أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام لمّا نُعيت إليها نفسها، دعت أُم أيمن وأسماء بنت عميس وفي ذلك دلالة على‏ حسن حال أُم أيمن، ومنزلتها عند أهل البيت عليهم السلام.[١٧]

من روت عنهم ومن رووا عنها

روت أُم أيمن عن النبي صلى الله عليه وآله.[١٨]
وروى‏ عنها جماعة، منهم: أنس، حنش بن عبداللَّه الصَنعاني، أبو يزيد المَدْيَني.

من رواياتها

روت أُم أيمن: «أنّ أبا بكر وعمر خطبا فاطمة، فردّهما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقال: لم أُؤمر بذلك، فخطبها عليٌّ فزوّجه إيّاها، وقال لها: زوّجتكِ أقدم الأُمةِ إسلاماً».[١٩]
وقد وردت أحاديثها عن النبي صلى الله عليه وآله في سنن ابن ماجة[٢٠]، وأكثر الجوامع الروائية للشيعة ؛ كأمالي الشيخ الصدوق.

وفاتها

توفّيت أُم أيمن في خلافة عثمان[٢١]، وقال البعض: إنّها ماتت بعد خلافة عثمان.[٢٢]

الهوامش

  1. تهذيب الكمال 35: 329، إلاصابة 8: 212، أعيان الشيعة 3: 555.
  2. كتاب الثقات 3: 39، الطبقات الكبرى‏ 8: 223، الإصابة 8: 212، رجال البرقي: 61.
  3. تهذيب الكمال 35: 329، تاريخ الصحابة: 49، معجم رجال الحديث 24: 199.
  4. تهذيب التهذيب 12: 486.
  5. الإصابة 8: 212.
  6. الطبقات الكبرى‏ 8: 223.
  7. الاستيعاب 4: 1793، الطبقات الكبرى‏ 8: 223 -224 و 4: 68، الإصابة 8: 213.
  8. الاستيعاب 4: 1793، تهذيب الكمال 35: 329.
  9. الطبقات الكبرى‏ 8: 225.
  10. المصدر السابق: 224، وانظر: حلية الأولياء 2: 67.
  11. الإصابة 8: 212 - 213، الطبقات الكبرى‏ 8: 223.
  12. الطبقات الكبرى‏ 8: 224، تاريخ مدينة دمشق 4: 303.
  13. الطبقات الكبرى‏ 8: 224، الإصابة 8: 213.
  14. الكافي 2: 405.
  15. أعيان الشيعة 3: 556.
  16. الغدير 2: 275.
  17. أعيان الشيعة 3: 556.
  18. تهذيب التهذيب 12: 486، تهذيب الكمال 35: 329، رجال البرقي: 61.
  19. الغدير 3: 221.
  20. تهذيب الكمال 35: 330.
  21. تاريخ الصحابة: 49، تقريب التهذيب 2: 619، الطبقات الكبرى‏ 8: 226.
  22. كتاب الثقات 3: 39، وانظر: تهذيب التهذيب 12: 486.