النعمان بن ثابت بن زوطى

من ویکي‌وحدت
الاسم النُعمان بن ثابت بن زُوطَى (أبو حَنيفة) [١]
وفاته سنة 150 ه.
كنيته أبو حنيفة [٢].
نسبه التَيْمي، التَيْمُلي، السلمي [٣].
لقبه الكوفي، الإمام (إمام أصحاب الرأي)، فقيه أهل العراق، فقيه الملّة، صاحب المذهب [٤].
طبقته السادسة [٥].

النُعمان بن ثابت بن زُوطَى كان زُوطَى - جدّ النعمان - مملوكاً لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، فأُعتِقَ، فولاؤه لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، والنسبة إليه تَيْمُلي أو تَيْمي [٦]. والنُعمان بن المَرْزُبان أبو ثابت وجدّ النعمان، هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذَج في يوم النيروز، وروي: أنّ ثابت ذهب إلى علي بن أبي طالب وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذرّيته [٧].

ترجمته

وكان لأبي حنيفة ولد واحد اسمه حمّاد، وقد خلّف حمّاد أربعة أولاد، هم: إسماعيل وعثمان وعمر وأبو حيان [٨]. وقد ذكروا له شمائل عديدة، فعن أبي نعيم قال: «كان أبو حنيفة حسن الوجه والثوب والنعل، والمواساة لكلّ من أطاف به». وعن تلميذه أبي يوسف: «كان أبو حنيفة يختم القرآن في كلّ ليلة». وذكروا أنّه كان يكسب رزقه ببيع الخزّ، ولم يقبل منصب القضاء الذي عُرض عليه فضُرب مائة وعشرة أسواط، في كلّ يوم عشرة أسواط، وهو على الامتناع [٩]. وقال يوماً: «ما ملكت أكثر من أربعة آلاف درهم منذ أكثر من أربعين سنة إلّا أخرجته، وإنّما أُمسكها لقول علي رضي اللَّه عنه: أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، ولولا أنّي أخاف أن ألجأ إلى هؤلاء ماتركت منها درهماً واحداً» [١٠].

كان يعدّ إمام أهل الرأي، وأول من تكلّم بالرأي في الكوفة [١١]. وقد كان أخذه بالقياس والاستحسان، وابتكاره للحيل الشرعية، باعثاً لنقد الفقهاء والعلماء وأهل الحديث له، واعتبروه مخالفاً لسنّة الرسول صلى الله عليه وآله [١٢]. ومع أنّه لم يبق له كتاب أو أثر فقهي، إلّا أنّ فتاواه وآراءه الفقهية - طبقاً لبعض الأقوال - بلغت (83000) فتوىً، قد وردت غالباً في آثار تلميذيه: أبي يوسف الشيباني و محمد بن الحسن الشيباني، كما ونقلها غيرهما [١٣]. وكذلك أورد هؤلاء آراء بعض معاصري أبي حنيفة؛ كابن شبرمة وابن أبي ليلى و عثمان البتي. بيد أنّ روايات فتاوى أبي حنيفة كانت مختلفة، ولم ترد جميع فتاواه في تلك الآثار، والمنقول منها غالباً غير مستدلّ وبسيط.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ منهج أبي حنيفة في الاجتهاد لم يُدوَّن في كتاب، بل لم يُذكر حتّى في آثار تلامذته [١٤] أيضاً، والموجود في الآثار الأُولى المدوّنة في أُصول الفقه الحنفي؛ كرسالة أبي حسن الكوفي والدبوسي وكتاب البزدوي هو حاصل تخريجهم واستنباطهم من الفروع الفقهية لأبي حنيفة وتلامذته [١٥].

إذن، فإنّ مجموع ما يُنقل عن أبي حنيفة وأطلق على أ نّه منهجه الفقهي، منذ ذلك الزمان وحتّى الآن، هو ما عرف بالمذهب الحنفي.

وقد نشأ المذهب الحنفي بالكوفة، ثم تدارسه العلماء بعد وفاة شيخه ببغداد، ثم شاع من بعد ذلك وانتشر في أكثر البقاع الإسلامية، فكان في مصر والشام وبلاد الروم والعراق وماوراء النهر، ثم اجتاز الحدود فكان في الهند والصين حيث لامنافس له ولامزاحم، ويكاد أن يكون هو المنفرد في تلك الأصقاع النائية إلى الآن [١٦]. وصارت هذه الآراء المنقولة عنه بعد ذلك محطّاً للنقد والدراسة من قِبَل الفقهاء والمحدّثين، وتمّ التعريف بعشرات النماذج المخالفة للنصوص حتّى اتّهموه بالكفر والزندقة! وقد نقل ابن حبّان والشيخ المفيد والخطيب البغدادي وابن الجوزي نماذج من هذه الآراء والفتاوى ، وقاموا بنقدها [١٧].

ومع أنّ أبا حنيفة كان مخالفاً لحكّام عصره، إلّا أنّه لم يمرّ وقت طويل حتّى صار مصير مذهبه الفقهي مرتبطاً قوةً وضعفاً بمصير الحكّام، حيث ولي الصاحب الأوّل لأبي حنيفة، وهو أبو يوسف، منصب القضاء للرشيد، ثم صار له السلطان الأكبر على القضاء في كلّ نواحي الدولة العباسية بعد سنة 170 ه ، إذ أصبح قاضي القضاة [١٨].

والمعروف أنّ أبا حنيفة قد أسّس مذهبه الفقهي - بعد كتاب اللَّه تعالى - على سنّة النبي صلى الله عليه وآله والآثار الصحاح عنه. يقول أبو حنيفة: «فإذا لم أجد في كتاب اللَّه ولا سنّة رسول اللَّه أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم». ويقول أيضاً: «إذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله عن الثقات أخذنا به، فإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم، فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم» [١٩]. وعليه فإنّ الأدلّة المعتبرة التي أقام عليها أبو حنيفة استنباطه الفقهي هي: الكتاب والسنّة، وأقوال الصحابة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعرف [٢٠]. كما ذُكر أنّ مِن منهجه تقديم الخبر الضعيف على القياس والرأي [٢١].

ويبدو أنّ همّه الشاغل واهتمامه الأكبر كان حول أصول العقائد والمباحث الكلامية، وحيث كانت البصرة إحدى تلك المراكز الفعّالة في هذا المجال، فإنّه قد رحل إليها مراراً [٢٢]. وهذه الميول مع أ نّها بعد ذلك أثّرت في فقهه، إلّا أ نّها من ناحية أسّست أساسه الفكري، ومن ناحية أخرى خلقت منه جدلياً ذكياً وحاذقاً [٢٣].

هذا وقد نُسب إليه كتاب «الفقه الأكبر» إلّا أنّ البعض قد شكّك في هذه النسبة، وذكر البعض أنّ هذا الكتاب يحتوي على أكثر قواعد أهل السنّة والجماعة [٢٤]. كما وذكروا أنّ له رسالتين أُخريين، هما: «العالم والمتعلّم» و«رسالة إلى عثمان البتّي» وقد عكس فيهما قسماً آخر من آرائه الكلامية [٢٥].

ولعلّ من أبرز الأمور المهمة والغريبة حول آرائه الكلامية:

أولاً: أنّ آراءه في العقائد لم نجدها في كتب صاحبيه أبي يوسف ومحمد، بل نُقلت عنه آراء في العقائد في كتبٍ منسوبةٍ إليه.

وثانياً: أنّ رأيه في الإمامية لم نجده مدوّناً بقلمه ولا بإملائه، ولا برواية أحدٍ من أصحابه [٢٦].

ويذكر أنّ من أبرز خصائص مذهبه الكلامي: أ نّه كان مرجئاً [٢٧]. والمرجئة فرقة امتنعوا عن ذكر الأمويين بسوء، وقالوا فيهم: إنّهم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمداً رسول اللَّه، فليسوا إذن كفّاراً ولا مشركين، بل هم مسلمون نرجئ أمرهم إلى اللَّه الذي يعرف سرائر الناس [٢٨]. كما وذكر الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة قوله: «إنّ الإيمان هو معرفة اللَّه بالقلب، وإنّه لايزيد ولاينقص» [٢٩].

وكان أبو حنيفة يعتقد أ نّه لاتصلح الإمامة إلّا في قريش، فكلّ من دعا منهم إلى الكتاب والسنّة والعمل بالعدل وجبت إمامته، ووجب الخروج معه. وهذه الأفكار صارت سبباً لبيعة أبي حنيفة زيد بن علي عليه السلام، ودعمه له، إذ بعث إليه بعشرة آلاف درهم، وكان يجهر بالكلام أيام إبراهيم جهاراً [٣٠].

وكان أبو حنيفة من محبّي أبناء علي عليه السلام، وكان يعينهم في نهضاتهم التحرّرية، ولهذا فقد كانت له علاقة حميمة بزيد بن علي وإبراهيم بن الحسن بن الحسن عليه السلام وأخيه محمد، بل واعتبر نصرة زيد واجباً [٣١]. وفي مقابل ذلك كان يتجنّب البلاطين الأموي والعباسي ، وفي عهد خلافة مروان الحمار دعاه يزيد بن عمر بن هبيرة ( 132 ه ) ليتسلّم القضاء، فرفض ذلك وأباه، وضُرب بسبب ذلك مائة سوط وعشرة [٣٢]. وحين ورد أبو العباس السفّاح الكوفة بايعه أبو حنيفة [٣٣]، إلّا أ نّه لم يقبل منه ولا لأحدٍ منهم جائزةً ولا هدية [٣٤].

وقد أحضره المنصور الدوانيقي مع شريك بن عبداللَّه وسفيان الثوري إلى بغداد وسلّمهم عهود القضاء في بغداد وما يليها والكوفة والبصرة على الترتيب، وهدّدهم بضربهم مائة سوط، ففرّ سفيان إلى اليمن، وقَبِل شريك، ورفض أبو حنيفة فضُرب مائة سوط لامتناعه، وحُبس حتّى مات في السجن [٣٥]. وعن زفر تلميذ أبي حنيفة: «أنّ أبا حنيفة كان في عصر خلافة المنصور يجهر بالكلام أيام إبراهيم جهاراً شديداً حتّى اعتقله عيسى بن موسى والي الكوفة بأمر الخليفة، وأرسله إلى بغداد، فتوفّي بعد 15 يوماً إثر سمّه» [٣٦].

وأورد الزمخشري في تفسير قوله تعالى :«لاَيَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» [٣٧] مايلي: كان أبو حنيفة يفتي سرّاً بوجوب نصرة زيد بن علي عليه السلام، وحمل المال إليه والخروج معه... وكان يقول: «لو أرادوا بناء مسجدٍ، وأرادوني على عدّ آجره، لما فعلت»، وقال في جواب أُمٍّ قُتل ابنها في ثورة محمد وإبراهيم ابني عبد اللَّه بن الحسن : « ليتني مكان ابنكِ» [٣٨].

وممّا مرّ يمكن أن نتأمّل ما نقله الطبري من أنّ أبا حنيفة بعد امتناعه من قبول قضاء بغداد فقد ولّاه القيام ببناء بغداد وضَرْب اللبن وعدّه وأخذ الرجال بالعمل، فكان أبو حنيفة المتولّي لذلك حتّى فرغ من استتمام بناء حائط المدينة ممّا يلي الخندق، وكان استتمامه في سنة 149 ه [٣٩].

ويحكى أنّ المنصور قال يوماً لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة! إنّ الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيِّئ له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلمّا بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلّمت، وأذن لي أبو جعفر فجلست، ثم التفتَ إلى جعفر فقال: يا أبا عبداللَّه، تعرف هذا؟ قال: «نعم، هذا أبو حنيفة» ثم أتبعها: «قد أتانا» ثم قال: يا أبا حنيفة! هاتِ من مسائلك، سل أبا عبداللَّه، فابتدأت أسأله، قال: فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا. ولمّا سُئل أبو حنيفة: من أفقه من رأيت؟ قال: «ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد» [٤٠].

ويستفاد من هذه الحكاية أمران:

الأول: أنّ المذهب الفقهي لأهل المدينة والكوفة - حيث كان إمامهم أبو حنيفة - غير المذهب الفقهي لأهل البيت عليهم السلام .

والثاني: أنّ أبا حنيفة كان في بداية الأمر يُحسن الظنّ بالعباسيّين، ولعلّ هذا ما حدا بأبي زهرة إلى القول بأنّ المنصور تعامل مع عبداللَّه بن الحسن وأبنائه بخشونة، وأ نّه أرسلهم في الأغلال والسلاسل من المدينة إلى الهاشمية [٤١]، وحبسهم فيها حتّى مات أكثرهم في الحبس، ولمّا علم أبو حنيفة بذلك أخذ يبتعد عن العباسيّين، وصار من أشدّ معارضيهم؛ لأ نّه كان يحبّ العلويّين، ولاسيّما عبداللَّه وولده [٤٢].

أبو حنيفة و أهل البيت عليهم السلام

يبدو ضرورياً تسليط الضوء على علاقة أبي حنيفة بأهل البيت عليهم السلام بشيءٍ من التفصيل، لكنّنا سنتعرّض أولاً لبيان شخصيته في نظر أهل البيت عليهم السلام، ثم نتطرّق إلى علاقته، وأحياناً رأيه حول أهل البيت عليهم السلام .

وبالنسبة إلى النقطة الأولى فنقول: ثمة روايات وردت في مناقبه قد نُقلت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ومن جملتها: ... ويكون في أُمتي رجل يقال له: أبوحنيفة، هو سراج أُمتي[٤٣]. والحقيقة فإنّ هذه الأحاديث هي موضوعات لبعض الناس؛ كالمأمون بن أحمد السُّلَمي، وأحمد بن محمد بن الصلت الحُمّاني الذي صنّف في مناقب أبي حنيفة أحاديث كثيرة موضوعة، وقد صرّح عدد من الرجاليّين والنقّاد بكذب هذه الأحاديث، بل وذكر آخرون: إنّه لم يرد في أحدٍ من الائمة بعينه نصٌّ، لا صحيح ولا ضعيف [٤٤].

نعم، هناك أخبار حول علاقة آل النبي صلى الله عليه وآله بعلماء وفقهاء الأُمة، فقد ذكرنا آنفاً: أنّ الإمام علي عليه السلام قد دعا لثابت بن زُوطى والد أبي حنيفة ولذرّيته بالبركة، وكذلك روي عن الإمام الصادق عليه السلام أ نّه اعتبر أبا حنيفة فقيه الكوفيّين، وأ نّه شجّعه على الإفتاء [٤٥]. وفي قبال هذه الروايات، هناك أحاديث أخرى تحكي نظرة أخرى مختلفة عن السابقة لأهل البيت عليهم السلام عنه [٤٦]. كما ويمكننا أن نطالع بعض نقاط التضادّ بين المدرسة الفكرية للإمام الصادق عليه السلام وتلامذته مع أبي حنيفة، من خلال المناظرات والمحادثات التي جرت بين أبي حنيفة والإمام الصادق عليه السلام وتلامذته [٤٧].

هذا، ومن ناحية ثانية نلاحظ وجود اختلافٍ في الأخبار التي تحكي مواقفه من أهل البيت عليهم السلام، فمرّة يقول: «من رغب عن سيرة علي رضي اللَّه عنه في أهل القبلة فقد خاب وخسر» [٤٨]، وأخرى تروي الأخبار أ نّه كان يترك سيرة علي عليه السلام، ويختار طريقاً غير طريق أهل البيت عليهم السلام [٤٩]. وأحياناً يتناقل الناس أ نّه كان يلقّب الإمام الصادق عليه السلام بابن رسول اللَّه، ويجلّه ويعتبره أفقه الأُمّة، ويقول بشأنه: «لولا جعفر بن محمد ما علم الناس مناسك حجّهم» [٥٠]. وفي فرصةٍ أخرى يُذكر عنه أ نّه كان يهيّئ عشرات المسائل الصعبة للوقوف بوجه الإمام عليه السلام، ويلقّبه بإمام الرافضة [٥١].

وكذلك يروى عنه أ نّه كان يفتي في عشرات الموارد خلاف الأحاديث الصحيحة للنبي صلى الله عليه وآله، أو أ نّه لايتعامل مع السنّة النبوية بشكلٍ جيد، ويقول صراحةً: لو أدركني رسول اللَّه وأدركته لأخذ بكثيرٍ من قولي، وهل الدين إلّا الرأي الحسن! [٥٢] وفي نفس الوقت يُنقل عنه: أنّ الرواية الضعيفة عنده أفضل من القياس [٥٣].

ومن الجدير ذكره أنّ وجود مثل هذا التضادّ في آراء وأفكار أبي حنيفة - مع أ نّنا لايمكننا قبولها كلّها، ولنا تردّد في إسناد بعضها - له أساس في منهاجه الفكري فيما يخصّ فهم الدين، حيث إنّ النقطة البارزة في هذا المنهاج هي إعمال الرأي على شكل القياس أو الاستحسان، والذي سمّاه هو الرأي الحسن، وما تترتّب عليه من نتائج [٥٤].

كما يُعدّ أبو حنيفة من الشخصيات النادرة التي كان للعلماء بشأنه آراء متضادّة ومختلفة، وقد اعتبر البعض وجود مثل هذا التناقض دليلاً على نباهته [٥٥]. ويرى بعض نقّاد الحديث؛ كابن أبي داود وابن حبّان والخطيب البغدادي أ نّه قد حصل اتّفاق في ذمّ أبي حنيفة، وهم يعتقدون أنّ الائمة الكبار قد ذمّوه - سوى القليل - وجرحوه [٥٦]، فيما يرى آخرون: أنّ من وثّقه وأثنى عليه أكثر ممّن تكلّم فيه، مع اعترافهم بوجود معارضين لأبي حنيفة [٥٧].

وبناءً على هذا فمن الأجدر أن نعرض عن النقل التفصيلي لهذه الآراء، ونكتفي بما يرد إجمالاً فيه هنا، إلّا أنّنا لابدّ أن نشير هنا إلى نكتتين مهمتين:

الأولى: أنّ أحمد بن محمد بن الصلت (308 ه ) هو أول من كتب كتاباً في مناقب أبي حنيفة، وقد ذكرنا آنفاً أنّه اتّهم بالكذب ووضع الحديث.

ولعلّ أول الآثار التي كُتبت في ذمّ أبي حنيفة وذكر مثالبه هو ما كتبه ابن حبّان البستي (354 ه ) حيث كتب كتابين: الأول بعنوان: كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه، في عشرة أجزاء، والثاني بعنوان: كتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة، في عشرة أجزاء أيضاً [٥٨].

وبعد فترة ليست طويلة كُتب كتابان بخصوصه: أحدهما مستقلّ بعنوان: أخبار أبي حنيفة وأصحابه ، لأبي عبد اللَّه الصيمري ( 436 ه ) والثاني ضمن تاريخ بغداد (13/323 - 423) في مدح وذمّ أبي حنيفة. وقد صار الكتاب الثاني محطّ نقد لاذع لأنصار أبي حنيفة، فكتبوا وألّفوا في ذلك المؤلّفات والكتب، ومن جملتها: الردّ على أبي بكر الخطيب البغدادي، لأبي مظفّر الحنفي (578 - 424 ه ) وتأنيب الخطيب، لمحمد زاهد بن حسن الكوثري (1296 - 1371 ه ). وقد شنّ الكوثري في هذا الكتاب، وكذلك في تقدمة نصب الراية هجوماً على شخصيات إضافة إلى الخطيب البغدادي، مثل: العقيلي وابن عدي وابن حبّان البستي وأبي حاتم الرازي من أرباب الرجال [٥٩].

والثانية: أنّ إرجاع هذا النقد بشأن أبي حنيفة - كما صنع الكوثري - إلى النزاع الذي كان يدعو للتعصّب بين أهل الحديث والرأي في القرن الثاني، والجدال المذهبي في القرن الرابع، والهجوم على أهم الشخصيات المعروفة في مجال الحديث والرجال إنّما يعني التضحية بالآخرين، بل إهانة لهم لحفظ شخص واحد [٦٠].

موقف الرجاليّين منه

يعدّ أبو حنيفة - بحسب بعض الروايات - من التابعين [٦١]، وقد تتلمذ على بعض ائمة وعلماء أهل البيت عليهم السلام ؛ كالإمام الباقرعليه السلام والإمام الصادق عليه السلام، وزيد بن علي وعبداللَّه ابن الحسن بن الحسن، كما أ نّه أدرك الإمام الكاظم عليه السلام [٦٢].

هذا وأنّ العجلي أورد اسمه في كتاب الثقات [٦٣]. ومن العلماء المعاصرين صرّح محمد بن زاهد الكوثري أنّ وثاقة أبي حنيفة ثابتة بالتواتر. وفي روايات أخرى نرى أسماء بعض الشخصيات، منهم: ابن مَعين، حمّاد بن أبي سليمان، إسرائيل، مسعر، معمر، أبو يوسف القاضي، يزيد بن هارون، محمد بن حسن الشيباني، الثوري، هؤلاء قد أثنوا على أبي حنيفة بنحوٍ ما [٦٤].

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى عن الإمام الباقر وولده الصادق عليهما السلام. كما روى عن جماعة، منهم: عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عطاء بن أبي رَباح، أبو إسحاق السَبِيعي، مُحارِب بن دِثَار، حمّاد بن أبي سُليمان، الهَيْثم بن حبيب بن الصَوَّاف، سِماك بن حَرْب، عَلْقمة بن مَرْثَد، عَطيَّة العَوْفي، عبدالعزيز بن رفيع، الأوزاعي، الشعبي، عاصم بن أبي النجود، الأعمش [٦٥].

هذا وأنّ البعض قد عدّوه من التابعين - كما ذكرنا - وصرّحوا أنّ أبا حنيفة لقي بعض الصحابة، منهم: عبداللَّه بن أبي أوفى ، أبو الطُفَيْل عامر بن واثِلَة، عبداللَّه بن الحارث بن جزء، أنس بن مالك. كما أنّه روى عن بعضهم، إلّا أنّ آخرين قد تردّدوا في ذلك، بل ونفوه [٦٦].

وذكر بعض أصحاب السير أنّ رواة أبي حنيفة كثيرون بلغ عددهم أربعة آلاف [٦٧]، ومنهم: هُشَيْم بن بَشير، عبَّاد بن العوّام، عبداللَّه بن المُبارك، وكيع، يزيد بن هارون، علي ابن عاصم، أبو يوسف القاضي، محمد بن حسن الشيباني، يحيى بن نصر بن حاجب، هَوْذَة بن خليفة، أبو عبدالرحمان المُقري، عبدالرزّاق بن همَّام [٦٨].

ويشير الملّا علي القاري أيضاً في رسالته «مناقب الإمام الأعظم» بعبارة «وروي» إلى وجود ما يقرب من سبعين ألف حديث في تصانيف وكتب أبي حنيفة [٦٩]، إلّا أنّ البعض كعبداللَّه بن المبارك والحُمَيْدي وابن حِبَّان وابن عدي وابن الجوزي قالوا عنه: «مسكين في الحديث» واتّهموه أيضاً وقالوا: له فقط (130) حديثاً، أخطأ في (120) حديثاً منها... فيما قال ابن عدي: إنّ عدد رواياته أرجح من 300، ولم يصحّ له في جميع مايرويه إلّا بضعة عشر حديثاً... [٧٠].

وعلى كلّ حال فإنّ قليلاً من رواياته وردت في سنن الترمذي والنسائي [٧١]، وكذلك في المصادر الروائية الشيعية، ومن هذه الروايات ما رواه بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «... الدالّ على الخير كفاعله» [٧٢].

إنّ منزلته الروائية في أغلب كتب التراجم والرجال كانت محطّ النقد والنقاش، وقد انتقده - بنحوٍ ما - عدد كبير من الشخصيات الإسلامية، ومن جملتهم: الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أيوب السختياني، جَرير بن حازم، حمَّاد بن سَلَمة، حمّاد بن زيد، مالك بن أنس، أبو عبداللَّه المقري، ابن أبي ليلى ، حفص بن غياث، شريك بن عبداللَّه، وكيع بن الجرَّاح، عبداللَّه بن شُبْرُمَة، أبو بكر بن عيّاش، أحمد، البخاري، النسائي، الدار قطني، ابن سعد، ابن حبّان، أبو حاتم، ابن عدي، الخطيب البغدادي، الغزالي، ابن الجوزي [٧٣].

وفاته

توفّي أبو حنيفة عن سبعين عاماً، في خلافة أبي جعفر المنصور، في شهر رجب أو شعبان سنة 150 ه ، في سجن بغداد حينما كان يصلّي، ودُفن في مقبرة «الخيزُران»، وكما ذكر البعض أنّه توفّي مسموماً [٧٤].

المراجع

  1. وفيات الأعيان 5: 405، تهذيب الكمال 29: 217، 422، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2472، تاريخ أسماء الثقات: 450.
  2. تاريخ بغداد 13: 323، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61.
  3. الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2472، رجال الطوسي: 325، جامع الرواة 2: 295.
  4. تهذيب الكمال 29: 418، تاريخ بغداد 13: 323، تقريب التهذيب 2: 303.
  5. تقريب التهذيب 2: 303.
  6. تاريخ بغداد 13: 325، اللباب في تهذيب الأنساب 1: 232، 233، رجال الطوسي: 325، وروي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أ نّه قال: «نحن من أبناء فارس الأحرار (راجع: تاريخ أسماء الثقات: 450). وزُوطى على وزن مُوسى ، اسم نبطي، والنبطي أو النباطي قوم من العجم كانوا ينزلون بين العراقين: البصرة والكوفة، سمّوا نبطاً لاستنباطهم مايخرج من الأرضين، ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم. وسفيان الثوري أيضاً لقّب أبا حنيفة بالنبطي (تهذيب الكمال 29: 422، وفيات الأعيان 5: 405، 414، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 75).
  7. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450، تاريخ بغداد 13: 326.
  8. وقال ابن عدي: وحمّاد بن أبي حنيفة لاأعرف له رواية مستوية فأذكرها. أنظر: الكامل في ضعفاء الرجال 2: 669، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 71، المعارف: 495.
  9. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، 17،22،52،57، الغدير 5: 29، 30،33، الجواهر المضيئة 1: 57، تاريخ بغداد 13: 324، 326.
  10. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 61.
  11. لكن ورد في بعض الروايات أنّ أبا حنيفة استند في مصنّفاته على آلاف الأحاديث النبوية (مناقب الإمام الأعظم المطبوع مع الجواهر المضيئة 2: 474 ط حيدر آباد سنة .
  12. أنظر: تاريخ بغداد 13: 396 - 404، المعارف: 495، الكافي 1: 47، علل الشرائع 1: 88 - 91 باب 81، الاختصاص: 189، المعرفة والتاريخ 3: 21، حلية الأولياء 6: 258.
  13. توفّي محمد بن الحسن سنة 189 ه، وأبو يوسف سنة 182 ه (تاريخ بغداد 2: 172 - 182، المعارف: 499 ، 625 ، كتاب الضعفاء والمجروحين 2 : 275 ، ميزان الاعتدال 4 : 447 ، أبو حنيفة حياته وعصره : 12 ) .
  14. ومن تلامذته - فضلاً عن الشيباني وأبي يوسف - : أبوبكر النهشلي، محمد بن جابر الحنفي، أبو بردة العتبي، حبيب بن أبي ثابت، أسد بن عمرو، القاسم بن معن، زفر بن الهذيل، علي بن مسهر (أخبار أبي حنيفة وأصحابة: 97، 109، 125، 156، 158).
  15. أبو حنيفة حياته وعصره: 12، 13.
  16. أبو حنيفة حياته وعصره: 402 - 406.
  17. أنظر: مصنّفات الشيخ المفيد 3: 111 - 148، تاريخ بغداد 13: 323 - 423، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 62 - 73، المنتظم 8: 135.
  18. أبو حنيفة حياته وعصره: 13، 402، شرح الزرقاني على الموطّأ 1: 7، 8.
  19. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 24 - 27، أبو حنيفة حياته وعصره: 207.
  20. أبو حنيفة حياته وعصره: 208.
  21. أنظر: المنتظم 8: 135 - 143، الجرح والتعديل 8: 450.
  22. أبو حنيفة حياته وعصره: 65.
  23. ذكروا أنّ أبا حنيفة حجّ 55 مرة في حياته، وهذا الرقم يبيّن عشقه للأسفار العلمية، وكانت تتخلّل هذه الأسفار حوارات كثيرة مع علماء المذاهب المختلفة في عصره، وقد نقلت المصادر التاريخية والروائية بعضها. ومن بين الحوارات كانت له مناظرات مع الأئمة المعصومين وشيعتهم وأصحابهم (أمالي الطوسي: 628 ح 1294، بحار الانوار: 47 240، 400، 412، الجواهر المضيئة 2: 501، أبو حنيفة حياته وعصره: 63، 69، الاحتجاج 2: 266 - 271، 313، 315، 331، الاختصاص: 90، 109، 189، 206، علل الشرائع: 88 باب 81).
  24. الجواهر المضيئة 2: 461، 468، أبو حنيفة حياته وعصره: 148 - 149.
  25. أبو حنيفة حياته وعصره: 148.
  26. المصدر السابق: 13.
  27. المقالات والفرق: 6، تاريخ بغداد 13: 374، 419.
  28. أبو حنيفة حياته وعصره: 120.
  29. تاريخ بغداد 13: 372، 373.
  30. أبو حنيفة حياته وعصره: 13، 31: 40، فرق الشيعة: 10.
  31. أبو حنيفة حياته وعصره: 13، 31، الكشّاف 1: 309.
  32. المعارف: 495، تاريخ بغداد 13: 326 - 327.
  33. أبو حنيفة حياته وعصره: 34، 35.
  34. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 45.
  35. المصدر السابق: 71، وانظر: تاريخ بغداد 13: 326 - 330، وفيات الأعيان 5: 406.
  36. تاريخ بغداد 13: 329.
  37. البقرة: 124.
  38. الكشّاف 1: 309.
  39. تاريخ الطبري 7: 619، أبو حنيفة حياته وعصره: 39.
  40. الكامل في ضعفاء الرجال 2: 555، سير أعلام النبلاء 6: 257 - 258.
  41. الهاشمية: مدينة بناها أبو العباس السفّاح، وقد حُبس فيها عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وأسرته بأمر المنصور (معجم البلدان 5: 389).
  42. أبو حنيفة حياته وعصره: 36، 37.
  43. كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 46، تاريخ بغداد 13: 335.
  44. أنظر: كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 46، تاريخ بغداد 4: 207، ميزان الاعتدال 3: 429، الموضوعات لابن الجوزي 2: 47 - 49، اللآلي المصنوعة 1: 457 وما بعدها، الغدير 5: 216، 218، 256، 277، 278 - 288.
  45. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450.
  46. أنظر: الكافي 1: 45 - 47، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 65.
  47. أنظر: الكافي 1: 58، الاختصاص: 189، 190، 206، أمالي الطوسي: 628 ح 1294، الاحتجاج 2: 266، 313 - 315، 331، بحار الأنوار 46: 356 و47: 213، 240، 412، علل الشرائع: 81، 88، 89، 91، أبو حنيفة حياته وعصره: 64، 65.
  48. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 27.
  49. الكافي 1: 45، 46.
  50. من لايحضره الفقيه 2: 519 ح 3112، الجواهر المضيئة 2: 462، الإمام الصادق حياته وعصره: 28.
  51. الاختصاص: 190، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 1: 333.
  52. المنتظم 8: 132، 138 - 143، حلية الأولياء 6: 258، تاريخ بغداد 13: 387، 407، الجرح والتعديل 8: 450، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2477.
  53. المنتظم 8: 138.
  54. أنظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 181، تنقيح المقال 3: 272.
  55. الجواهر المضيئة 1: 57، 58.
  56. كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 64، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 394.
  57. الجواهر المضيئة 1: 57.
  58. كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (هامش 3).
  59. نصب الراية 1: 57 - 60 (المقدمة)، تأنيب الخطيب: 11 - 20.
  60. أنظر: أبو حنيفة حياته وعصره: 10، نصب الراية 1: 57 - 60، تأنيب الخطيب: 11 - 12.
  61. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 4، تقريب التهذيب 2: 303.
  62. الاختصاص للمفيد: 90.
  63. تاريخ أسماء الثقات: 450.
  64. أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 23، 25، 41، 43، الكامل لابن عدي 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 339، 344، 345، المنتظم 8: 131.
  65. تاريخ بغداد 13: 324، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (الهامش 3)، رجال الطوسي: 325، أبو حنيفة حياته وعصره: 66.
  66. أنظر: أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 18،19، وفيات الأعيان 5: 406، لسان الميزان 1: 271، 272، طبقات الفقهاء: 87، 88.
  67. الجواهر المضيئة 1: 5، 55.
  68. أنظر: المصدر السابق.
  69. تاريخ بغداد 13: 324.
  70. كتاب التاريخ الصغير 2: 41، الجرح والتعديل 8: 450، كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 275 و3: 61 - 63، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2479، المنتظم 8: 135.
  71. تهذيب التهذيب 10: 401.
  72. أنظر: كتاب الخصال 1: 416، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2478.
  73. أنظر: طبقات ابن سعد 6: 368، كتاب التاريخ الكبير 8: 81، التاريخ الصغير 2: 41، تاريخ الطبري (ذيل المذيل) 11: 654، الضعفاء والمتروكون: 233، الجرح والتعديل 8: 449 - 450، الكافي 1: 46، كتاب الضعفاء والمجروحين 3 : 61 - 73 ( الهامش 3 ) ، أخبار أبي حنيفة وأصحابه : 21 ، 22 ، الكامل في ضعفاء الرجال 7 : 2472 - 2479 ، حلية الأولياء 6 : 258 - 259 ، تاريخ بغداد 13 : 369 فما بعدها ، المنتظم 8 : 131 ، 134 ، تنقيح المقال 3 : 272 ، ميزان الاعتدال 4 : 265 ، معجم رجال الحديث 20 : 179 .
  74. الطبقات الكبرى 6: 368، 369، مروج الذهب 3: 304، تاريخ بغداد 1: 123، وفيات الأعيان 5: 414، الغدير 5: 192، تاريخ خليفة: 344، الأعلام للزركلي 8: 36، تذكرة الحفّاظ 1: 169، فهرست ابن النديم 255، سير أعلام النبلاء 6: 403، تهذيب الأسماء واللغات 2: 223، قاموس الرجال 10: 376، 377.