الفضل بن دكين بن حمّاد

من ویکي‌وحدت
الاسم الفضل بن دكين (عمرو) بن حمّاد (أبو نعيم) [١]
تاريخ الولادة 130 هجري قمري
تاريخ الوفاة 219 هجري قمري
كنيته أبو نُعَيْم، أبو الفَضل [٢].
نسبه التَيْمي، القَرَشي، الطَّلْحي [٣].
لقبه الأَحْول، المُلائي، الكوفي [٤].
طبقته التاسعة [٥].

الفضل بن دكين بن حمّاد هو اشتهر بكنيته «أبو نُعَيم» [٦]، وكان مولى‏ طلحة بن عبداللَّه القُرَشي [٧].

ترجمته

ولد في الكوفة وعاش ما يقرب من 90 سنة [٨]. ولم تذكر عنه كتب التراجم والتاريخ كثيراً، بل إنّ المصادر المتقدّمة للشيعة لم تذكر شيئاً عنه سوى‏ ورود اسمه في أسانيد بعض الروايات.

وكان أبو نُعيم مزّاحاً ذا دعابة [٩]، وكان شريكاً لعبد السلام بن حرب في دكّان واحد يبيعان الملاء، وكان من الرواة عنه، وقد أخذ عنه آلاف الروايات [١٠]. وذكر له عدد من الأولاد، منهم: صُلَيْحة ومَيْثم وعبد الرحمان. وقد توفّي مَيثم في حياة أبيه، وخلف ابناً اسمه أحمد الذي صار من رواة أبي نُعَيم [١١].

وذكر عدد كبير من الرجاليّين والمؤرّخين تشيّعه، ومن جملتهم: أبوالفرج الإصفهاني و ابن مَعين و الخطيب البغدادي وابن الأثير والطبرسي والذهبي وأبو الفداء وابن حجر والأفندي [١٢].

كما أورد أبوالفرج الإصفهاني اسمه ضمن من ثار مع أبي السرايا ضدّ المأمون العباسي سنة 199 ه [١٣]. وقد استظهر التستري من هذا: أنّ أبا نُعَيم كان من الزيدية [١٤].

ونقل الذهبي عن ابن الجنيد الخُتَّلي، قال: «سمعت ابن مَعين يقول: كان أبونُعَيم إذا ذكر إنساناً فقال: هو جيد وأثنى‏ عليه فهو شيعي، وإذا قال: فلان كان مرجئاً فاعلم أنّه صاحبَ سنّة لا بأس به». ثمّ عقّب الذهبي فقال: «هذا قول دالّ على‏ أنّ يحيى‏ كان يميل إلى‏ الإرجاء» [١٥]. وأضاف السيد شرف الدين معقّباً: «ودالّ أيضاً على‏ أنّه كان يرى‏ الفضل شيعياً جلداً» [١٦].

ونقل الطبري الإمامي - المتوفّى‏ في القرن السادس الهجري - بإسناده المتّصل، قال: «قدم أبو نُعَيم الفضل بن دُكَين بغداد، فنزل الرُمَيْلة - وهي محلّة بها - فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونصبوا له كرسياً صعد إليه، وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم، ويروي لهم الأحاديث، وكانت أياماً صعبة في التقية، فقام رجل من آخر المجلس وقال له: يا أبا نُعَيم، أتتشيّع؟! قال: فكره الشيخ مقالته، وأعرض عنه بوجهه... وعاد إلى‏ السؤال، وقال: يا أبا نُعَيم، أتتشيّع؟ فقال: يا هذا، كيف بليت بك؟! وأيّ ريحٍ هبّت بك إليّ؟! نعم، سمعت الحسن بن صالح بن حيّ، يقول: سمعت جعفر بن محمّدعليه السلام، يقول: حبّ علي عبادة، وخير العبادة ما كتمت» [١٧]. وقد نقل الخطيب البغدادي هذه الرواية مع بعض الاختلاف بطريقين، وفي أحدهما كان السائل هو ابن أبي نُعَيم... وفي الرواية الأخرى‏ أنّه كان من خراسان [١٨].

وروى‏ الخطيب أيضاً عن يوسف بن حسّان، قال: «قال أبو نُعَيم: ما كتبت عليَّ الحَفَظَة أنّي سببت معاوية، قال: قلت: أحكي هذا عنك؟ قال: نعم أحكه عنّي» [١٩].

ونقل محقّق كتاب تاريخ الإسلام عن كتاب أحوال الرجال للجوزجاني: أنّ أبا نُعَيم كوفي المذهب، صدوق اللسان. وأضاف هذا المحقّق قائلاً: «ويقصد بكوفي المذهب: أنّه كان يتشيّع» [٢٠]. وصرّح ابن الأثير بتشيّع أبي نُعَيم، وقال: «وله طائفة تُنسب إليه يقال لها: الدُكَيْنية» [٢١]. لكنّا لم نجد لها ذكراً في كتب الملل والنحل.

ويقول عبداللَّه الأفندي الإصفهاني: «أبو نُعَيم كان من أكابر محدّثي قدماء علماء الخاصّة» [٢٢]. ونجد مثل هذه العبارة للرجاليّين الشيعة حول حفيده أحمد بن مَيثم بن أبي نُعَيم [٢٣]، حيث قالوا: «كان من ثقات أصحابنا الكوفيّين، ومن فقهائهم، وله كتب منها: الدلائل، المتعة، النوادر، الملاحم، الشراء والبيع» [٢٤].

وكان أبونُعَيم ممّن ابتلي في فتنة خلق القرآن سنة 218 ه، فامتنع عن القول بخلقه، وقال لوالي الكوفة: «أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مائة شيخ - وفي رواية: ثلاثمائة - الأعمش فمن دونه، يقولون: القرآن كلام اللَّه، وعنقي أهون عندي من زري هذا» [٢٥].

وقال الذهبي: «ثبت عنه أنّه كان يأخذ على‏ الحديث شيئاً قليلاً لفقره، قال علي بن خشرم: سمعت أبا نُعَيم يقول: يلومونني على‏ الأخذ وفي بيتي ثلاثة عشر نفساً، وما في بيتي رغيف. قلت: لاموه على‏ الأخذ، يعني: من الإمام، لا من الطلبة» [٢٦].

موقف الرجاليّين منه

هو من كبار حفّاظ الحديث، ومن فقهاء الكوفة، واتّفق أهل الحديث والرجال من أهل السنّة على‏ أنّه في أعلى‏ مرتبةٍ من الصدق والإتقان والاعتبار [٢٧]. ومع أنّ قدماء الرجاليّين من الشيعة لم يذكروه، إلّا أنّ صاحب رياض العلماء ذكر أنّه معتمد وموثوق به بين الشيعة وأهل السنّة [٢٨].

من روى‏ عنهم ومَن رووا عنه [٢٩]

روى‏ عن جماعة، منهم: أبان بن عبداللَّه البَجَلي، الحسن بن صالح بن حيّ، إسرائيل ابن يونس، حفص بن غياث، حمّاد بن زيد، حمّاد بن سَلَمة، الثوري، الأعمش، عبد السلام بن حرب المُلائي، فُضَيل بن مرزوق، فطر بن خَليفة، أبو بكر بن عيّاش، أبو حنيفة، يونس بن أبي إسحاق.

وروى‏ عنه جماعة، منهم: البخاري، مسلم، أحمد، أحمد بن إسحاق بن صالح، حفيده: أحمد بن مَيثم بن أبي نُعَيم، عبداللَّه بن المبارك، إسحاق بن راهويه، أبو زُرْعة عبيداللَّه بن عبدالكريم، ابن سعد، ابن مَعين، يعقوب بن شيبة السدوسي، بنته: صُلَيْحة، يوسف بن موسى‏. وقد وردت بعض رواياته في المصادر الحديثية للشيعة؛ كالكافي وتهذيب الأحكام وأمالي الصدوق وأمالي الطوسي والإرشاد للمفيد [٣٠]. كما أورد محدّثو أهل السنّة رواياته في الصحاح الستّة وغيرها من الكتب [٣١]. وكان كثير الحديث [٣٢]. ويُعدّ من رواة حديث الغدير في القرن الثالث [٣٣].

من رواياته

نقل المزي بسنده المتّصل به عن النبي‏ صلى الله عليه وآله أنّه قال: «قال اللَّه عزّ وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جُنّة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى‏ اللَّه عزّ وجلّ، ولخلوق فم الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك» [٣٤].

وذكر الذهبي: «أنّ الحافظ أبا نُعَيم الإصفهاني جمع عدداً من أحاديث أبي نُعَيم المُلائي بسند متّصل في جزءٍ مستقلّ، وعدّة ذلك ثمانية وسبعون حديثاً» [٣٥].

وفاته

توفّي أبو نُعَيم ليلة الثلاثاء في الكوفة سنة 219 ه، في خلافة المعتصم، وأُخذ في جهازه بالليل، وأُخرج باكراً، فدفن ولم يعلم به كثير من الناس.

وكان قد أُخرج به إلى‏ الجبانة، وحضره رجل من آل جعفر بن أبي طالب، يقال له: محمّد بن داود، فقدّمه ابنه عبد الرحمان بن أبي نُعَيم فصلّى‏ عليه، ثمّ جاء الوالي وهو محمّد بن عبد الرحمان بن عيسى‏ بن موسى الهاشمي فلامهم ألّا يكونوا أخبروه بموته، ثمّ تنحّى‏ به عن القبر فصلّى‏ عليه ثانيةً هو وأصحابه ومن لحقه من الناس [٣٦].

المراجع

  1. الطبقات الكبرى‏ 6 : 400 ، كتاب الثقات 7 : 319 ، موضّح أوهام الجمع والتفريق 2 : 364 ، سفينة البحار 77 : 99 .
  2. أخبار القضاة 2: 165، تاريخ بغداد 12: 346، رياض العلماء 4: 359.
  3. تهذيب الكمال 23: 197، رجال صحيح مسلم 2: 131.
  4. كتاب التاريخ الكبير 7: 118، الجرح والتعديل 7: 61.
  5. تقريب التهذيب 2: 110.
  6. المصدر السابق.
  7. كتاب التاريخ الكبير 7: 118.
  8. كتاب الثقات 7: 319.
  9. تاريخ بغداد 12: 347.
  10. تهذيب الكمال 23: 197.
  11. تاريخ بغداد 12: 359، تهذيب الكمال 12: 202، 215.
  12. قاموس الرجال 8: 401 - 402، ميزان الاعتدال 3: 350، تاريخ بغداد 12: 351.
  13. مقاتل الطالبيّين: 552.
  14. قاموس الرجال 8: 402.
  15. ميزان الاعتدال 3: 350.
  16. المراجعات: 89 رسالة (16).
  17. بشارة المصطفى‏: 86، بحار الأنوار 39: 279.
  18. تاريخ بغداد 12: 350.
  19. المصدر السابق: 351.
  20. تاريخ الإسلام 15: 347 هامش (2)، وانظر: الكامل في التاريخ 6: 445، المختصر في أخبار البشر 2: 33، مقدّمة فتح الباري: 434.
  21. الكامل في التاريخ 6: 445.
  22. رياض العلماء 4: 359.
  23. معجم رجال الحديث 3: 140.
  24. المصدر السابق: 140 - 141.
  25. تاريخ بغداد 12: 349.
  26. سير أعلام النبلاء 10: 152.
  27. الجرح والتعديل 7: 61، 62، كتاب الثقات 7: 319، سير أعلام النبلاء 10: 147، تاريخ بغداد 12: 353، تاريخ أسماء الثقات: 383، تهذيب التهذيب 8: 246.
  28. رياض العلماء 4: 359. وقال المامقاني في ترجمة الفضل بن دُكَين: «إنّ توثيقهم (أي أهل السنّة)... إنّما يكون مدحاً مدرجاً للرجل في الحسان» (تنقيح المقال 2: ق‏2: 8).
  29. أُنظر: تهذيب الكمال 23: 197 - 204، رجال صحيح البخاري 2: 606، رجال صحيح مسلم 2: 131.
  30. أُنظر: بحار الأنوار 42: 224، معجم رجال الحديث 14: 305، مستدركات علم رجال الحديث 6: 204، أمالي المفيد: 298، كتاب الخصال: 70، إرشاد المفيد 1: 14، تهذيب الأحكام 4: 152.
  31. تهذيب الكمال 23: 219، تهذيب التهذيب 8: 243.
  32. تهذيب التهذيب 8: 248.
  33. الغدير 1: 85، 174.
  34. تهذيب الكمال 23: 219.
  35. سير أعلام النبلاء 10: 153.
  36. الطبقات الكبرى‏ 6: 400-401، تاريخ الإسلام 15: 346، تاريخ خليفة: 391، شذرات الذهب 2: 46.