الحكم بن عتيبة

من ویکي‌وحدت

الحكم بن عتيبة: وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة. قال ابن حجر: «الحَكَم بن عُتَيْبة ثقة، ثبت، فقيه، ومن الخامسة»، وقد وثّقه كلٌّ من: أحمد بن عبداللَّه العجلي ويعقوب بن سُفيان وابن معين وابن سعد و ابن حبان و النسائي و أبو حاتم الرازي. وانفرد ابن حبان في كتاب الثقات، فاتّهمه بالتدليس في الخبر. ونقل الكشّي في رجاله روايات عديدة في ذمّه وتوبيخه، منها مايتّهمه بالكذب على‏ الإمام الباقر عليه السلام، ومنها ما ينسب إليه الانحراف عن مدرسة أهل البيت‏ عليهم السلام، ومنها مايتّهمه بإضلال الناس وبالإرجاء. وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة الإمام السجاد والباقر والصادق، من غير جرحٍ له أو تعديل. ومن المتأخّرين أيضاً من صرّح بذمّه: السيد ابن طاوس و العلامة الحلي وابن داود والمجلسي والمامقاني وآية اللَّه المحقّق الخوئي.

الحَكَم بن عُتَيْبَة (50 ــ 115ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو محمد، أبو عبداللَّه، أبو عُمر.[٢]
نسبه: الكِنْدي.[٣]
لقبه: الكوفي.[٤]
طبقته: الخامسة.[٥]
ولد الحَكَم بن عُتَيبة بحدود سنة 50 هـ في المدينة المنوّرة[٦]، وقد ذكره البعض باسم الحَكَم بن عُيَيْنة، واشتبه آخرون فجعلوه الحَكَم بن عُتَيْبة بن النهّاس.[٧] كان مولىً لرجلٍ أو امرأةٍ من بني كِنْدَة.[٨] وكان ممثّلو قبيلة كِنْدة قد وردوا إلى‏ المدينة سنة 9 هـ، وبايعوا النبي صلى الله عليه وآله، ثم انتقلوا تدريجياً إلى‏ الكوفة منذ سنة 17 هـ، وأقاموا فيها، وقد اشتركت هذه القبيلة في حوادث سنة 61 هـ بكربلاء، فجاءت بثلاثة عشر رأساً ممّن قُتل مع الحسين بن علي عليهما السلام.[٩]
لقد امتاز الحَكَم بشخصية علمية مرموقة، جعلته في مصافّ حفّاظ الحديث، وكبار فقهاء التابعين، يقول أحمد بن عبداللَّه العجلي: «كان الحَكَم ثقةً ثبتاً فقيهاً، من كبار أصحاب إبراهيم، وكان صاحب سنّة وأتباع».[١٠]
وعن مجاهد بن رومي قال: «رأيت الحَكَم في مسجد الخيف وعلماء الناس عيال عليه».[١١] كما ونقل جرير عن المغيرة قوله: «كان الحَكَم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وآله يصلّي إليها».[١٢]

موقف الرجاليّين منه

قال ابن حجر: «الحَكَم بن عُتَيْبة ثقة، ثبت، فقيه، ومن الخامسة».[١٣] وقد وثّقه كلٌّ من: أحمد بن عبداللَّه العجلي ويعقوب بن سُفيان وابن معين وابن سعد وابن حبان والنسائي وأبو حاتم الرازي.[١٤] وانفرد ابن حبان في كتاب الثقات، فاتّهمه بالتدليس في الخبر.[١٥]
ونقل الكشّي في رجاله روايات عديدة في ذمّه وتوبيخه، منها مايتّهمه بالكذب على‏ الإمام الباقر عليه السلام، ومنها ما ينسب إليه الانحراف عن مدرسة أهل البيت‏ عليهم السلام، ومنها مايتّهمه بإضلال الناس وبالإرجاء.[١٦]
وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة الإمام السجاد والباقر والصادق:، من غير جرحٍ له أو تعديل، وأضاف: «مولىً بتريّ زيدي».[١٧]
ومن المتأخّرين أيضاً من صرّح بذمّه: السيد ابن طاوس و العلامة الحلي وابن داود والمجلسي والمامقاني وآية اللَّه المحقّق الخوئي.[١٨] إلّا أنّ المحدّث النوري قال: «وردت فيه ذموم كثيرة، إلّا أنّ الظاهر وثاقته في‏النقل؛ لرواية الأجلّة عنه، منهم: الفضيل بن يسار وجميل بن درّاج عن زكريا بن يحيى‏ الشعيري عنه مكرّراً، و معاوية بن عمار وزياد بن سوقة ومعاوية بن ميسرة، واللَّه العالم».[١٩]

الحَكَم وأهل البيت ‏عليهم السلام

عن أحمد بن عبداللَّه العجلي: أنّ الحَكَم كان له تشيّع، ظهرت آثاره بعد موته. بل واعتبره ابن قُتَيْبة من رجال الشيعة، ونقل الذهبي عن شعبة: أنّه كان يفضّل عليّاً.[٢٠]
ويظهر تشيّعه بوضوح من بعض رواياته في أُصول الكافي، وكذلك تصريح بعض الشيعة كالكشي و الشيخ الطوسي بأنّه زيدي وبتري، إلّا أنّه طرأ انحراف في عقيدته خاصّة في تعامله غير اللائق أحياناً مع الإمام الباقر عليه السلام، ممّا خدش سمعته في روايات الشيعة، وفي نظر علماء الشيعة.[٢١]
هذا، وروي عن عطاء قال: «مارأيت العلماء عند أحدٍ أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحَكَم عنده كأ نّه مغلوب، وفي روايةٍ: كأ نّه متعلّم». وروى‏ الأربلي: «أنّ الحكم بن عُتَيْبة قال في قوله تعالى‏: «إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين»: كان واللَّه محمد بن علي منهم».[٢٢]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الحسين والسجاد، والباقر، والصادق عليهم السلام..[٢٣]
وروى‏ عن جماعة، منهم: أبو جحيفة، زيد بن أرقم، سعيد بن عبدالرحمان بن أبزَى‏، عبداللَّه بن أبي أوفى‏، شريح بن الحارث القاضي، سعيد بن جُبَيْر، أبو وائل شَقيق بن سَلَمة، مجاهد بن جبر، عطاء بن أبي رباح، طاوس بن كَيْسان اليماني.
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: معاوية بن عمار، الفضيل بن يسار، جميل بن دراج. (بالواسطة)، معاوية بن ميسرة، أبان بن تغلب، أبو إسحاق السبيعي، قتادة بن دِعامة، مطر الورّاق، منصور بن المعتمر، أبو عَوانة، حمزة بن حبيب الزيّات.
وكان من جملة رواة حديث الغدير، وقد ورد هذا الحديث عن طريقه في كتب عديدة لأهل السنّة.[٢٤] ووردت رواياته في الصحاح الستة لأهل السنّة، وفي الكتب الروائية الأربعة للشيعة.[٢٥]

من رواياته

عن الحكم بن عُتَيْبة، قال: «لقي رجل الحسين بن علي عليه السلام بالثعلبية وهو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه، فقال له الحسين عليه السلام: من أيّ البلاد أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أما واللَّه يا أخا أهل الكوفة، لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل عليه السلام من دارنا، ونزوله بالوحي على‏ جدّي، يا أخا أهل الكوفة، أفمستقي الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا؟ هذا ما لايكون».[٢٦]

وفاته

توفّي الحكم سنة 114 أو 115 هـ، وقيل: 113 هـ.[٢٧]

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى‏ 6: 331، الجرح والتعديل 3: 123، قاموس الرجال 3: 612.
  2. تذكرة الحفّاظ 1: 117، تهذيب الكمال 7: 114، رجال صحيح البخاري 1: 196.
  3. تهذيب التهذيب 2: 372، رجال صحيح مسلم 1: 140.
  4. رجال الطوسي: 86، المراجعات: 55.
  5. تقريب التهذيب 1: 192.
  6. تهذيب التهذيب 2: 373، الكامل في التاريخ 5: 80.
  7. يبدو أنّ عُتَيْبة بن النهّاس هذا من طبقة المخضرمين، وكان أبوه النهّاس سيّد قومه، فكيف مع هذا يكون ابنه مولىً لامرأة ؟! راجع كتاب التاريخ الكبير 2: 333 (الهامش).
  8. تهذيب الكمال 7: 114.
  9. معجم قبائل العرب 3: 998.
  10. راجع: سير أعلام النبلاء 5: 209.
  11. تهذيب الكمال 7: 117.
  12. تهذيب التهذيب 2: 373.
  13. تقريب التهذيب 1: 192.
  14. راجع: تهذيب الكمال 7: 117 - 119، تهذيب التهذيب 2: 373.
  15. كتاب الثقات 4: 144.
  16. رجال الكشّي: رقم (368 -370).
  17. رجال الطوسي: 86،114،171.
  18. التحرير الطاوسي: 166، خلاصة الأقوال: 341، رجال ابن داود: 243، الوجيزة: 68، تنقيح المقال 1: 358، معجم رجال الحديث 7: 184.
  19. مستدرك الوسائل 7: 303.
  20. تهذيب الكمال 7: 119، المعارف: 624، سير أعلام النبلاء 5: 209.
  21. الكافي 1: 398، رجال الكشّي: رقم (369) و(370) و(422)، رجال الطوسي: 171.
  22. كشف الغمة 2: 121. وانظر: تذكرة الخواصّ: 302، حلية الأولياء 3: 186.
  23. تهذيب الكمال 7: 115، تهذيب التهذيب 2: 372، معجم رجال الحديث 7: 184، مستدرك الوسائل 7: 303.
  24. مستدرك الحاكم 3: 110، الغدير 1: 20، 63.
  25. تهذيب التهذيب 2: 372، تهذيب الكمال 7: 120، جامع الرواة 1: 266.
  26. الكافي 1: 398.
  27. الطبقات الكبرى‏ 6: 332، المعارف: 464، تهذيب الكمال 7: 120، طبقات الفقهاء: 83.