الحارث بن حصيرة

من ویکي‌وحدت

الحارث بن حصيرة: كان خَشَبيّاً ثقةً، والخَشَبية: هم الذين جاءوا الى‏ مكّة لتخليص بني هاشم حين حظر عليهم ابن الزبير حظيرةً وأراد إحراقهم، دخلوها بالخشب لأنّهم لم يستحلّوا شهر السلاح فيها». وقد أشار غالب الرجاليّين والمحدّثين من أهل السنة إلى‏ تشيّعه، بل وذكر البعض أنّه كان يصرّ على‏ أمر عظيم! وكان يؤمن بالرجعة. وقال ابن عدي: «عامة روايات الكوفيّين عنه في فضائل أهل البيت».

الحارث بن حِصيَرة (... ــ بعد 114ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو النعمان.[٢]
نسبه: الأزدي.[٣]
لقبه: الكوفي، الخَشَبي.[٤]
طبقته: السادسة.[٥]
قال يحيى‏ بن معين: «خَشَبيّ ثقة، يُنْسَبون إلى‏ خشبة زيد بن علي التي صُلِب عليها».[٦] وقال السيد محسن الأمين: «الخَشَبية: هم الذين جاءوا الى‏ مكّة لتخليص بني هاشم حين حظر عليهم ابن الزبير حظيرةً وأراد إحراقهم، دخلوها بالخشب لأنّهم لم يستحلّوا شهر السلاح فيها».[٧]
وقد أشار غالب الرجاليّين والمحدّثين من أهل السنة إلى‏ تشيّعه، بل وذكر البعض أنّه كان يصرّ على‏ أمر عظيم! وكان يؤمن بـ الرجعة.[٨] وقال ابن عدي: «عامة روايات الكوفيّين عنه في فضائل أهل البيت».[٩]

موقف الرجاليّين منه


عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام.[١٠] إلّا أنّه يُلاحظ على‏ كلام الشيخ من ناحيتين:
الأُولى‏: أنّه أورد اسم الحارث في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً، في حين أنّ الشواهد الموجودة في روايات الشيعة وأهل السنّة تؤيّد أنّه أدرك أصحاب علي عليه السلام، لا أمير المؤمنين نفسه. ولعلّ منشأ ذلك هي الرواية التي نقلها الشيخ الطوسي نفسه بعنوان: الحارث بن الحارث الأزدي حول علي عليه السلام[١١]، كما أورد الكليني أيضاً هذه الرواية لكن بعنوان: الحارث بن حصيرة.[١٢]
والناحية الثانية: أنّه علاوة على‏ التحريف الملاحظ في رواية الشيخ، وأ نّه كتب «الحارث» بدل «حصيرة»، وعلى‏ فرض استناد الشيخ إلى‏ رواية الكليني، فإنّ الأوضاع العامة للرواية، والقرائن المحيطة بها، لا تدلّ على‏ أنّ الحارث يُعدّ من أصحاب علي عليه السلام. بل إنّ روايات الحارث بن حصيرة في المصادر الشيعية والسنّية تدلّ دلالةً واضحةً على‏ معاصرته للإمام محمد الباقر عليه السلام وأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وروايته عنهم.
هذا، وفي كتب الشيعة ظلّ الحارث مجهولاً من حيث الوثاقة والاعتبار، في حين أنّ البعض من محدّثي أهل السنة ؛ كسفيان الثوري و البخاري رووا عنه[١٣]، بل إنّ البعض الآخر ؛ كابن معين وابن نمير والنسائي وابن حبان و ابن حجر اعتبروه ثقةً أو صدوقاً مع اعترافهم بتشيّعه.[١٤] فيما ضعّفه آخرون ؛ كالعقيلي وابن عدي وأبي حاتم.[١٥]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الباقر عليه السلام.[١٦]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: جابر الجُعفي، أبو صادق الأزدي، إبراهيم بن مسلم الهَجَري، حَبشي بن جُنادة، زيد بن وهب الجُهَني، أبو سعيد عَقيصا، القاسم بن جُندب، عِكرمة غلام ابن عباس، وجماعة من أصحاب علي عليه السلام.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن سالم، جعفر بن زياد الأحمر، الحكم بن عبدالملك، سفيان الثوري، عبدالسلام بن حرب، عبدالواحد بن زياد.
وقد وردت رواياته في أبواب متفرّقة، لاسيّما في فضائل أهل البيت‏ عليهم السلام، في الجوامع الروائية والرجالية لـ الشيعة و أهل السنة؛ كصحيح البخاري وخصائص النسائي والمؤتلف والمختلف والكامل في ضعفاء الرجال والكافي والتهذيب.[١٧]

من رواياته

عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب، قال: سمعت علياً يقول: «أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لايقولها بعدي إلّا كذّاب».[١٨]
وعنه أيضاً، عن أبي سعيد عَقيصا، عن علي بن أبي طالب قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى‏ صدري: مهما ضيَّعتهم فلا تُضيّعوا الصلاة، فلم يزل يقول: الصلاة، الصلاة، حتّى‏ وجدت برد نفسه صلى الله عليه وآله، حتّى‏ خرجت».[١٩]

الهوامش

  1. تقريب التهذيب 1: 140، ميزان الاعتدال 1: 432.
  2. تهذيب التهذيب 2: 121، تاريخ الإسلام 9: 95.
  3. تهذيب الكمال 5: 224، ميزان الاعتدال 1: 432.
  4. تهذيب التهذيب 2: 121، تهذيب الكمال 5: 225، ميزان الاعتدال 1: 432.
  5. تقريب التهذيب 1: 140.
  6. تهذيب الكمال 5: 225، تهذيب التهذيب 2: 121.
  7. أعيان الشيعة 4: 304.
  8. تهذيب الكمال 5: 225، تهذيب التهذيب 2: 121.
  9. الكامل في ضعفاء الرجال 2: 607.
  10. رجال الطوسي: 39، 118، 178.
  11. تهذيب الأحكام 7: 225.
  12. الكافي 5: 315.
  13. تهذيب التهذيب 2: 121، ميزان الاعتدال 1: 432، الطبقات الكبرى‏ 6: 334.
  14. تهذيب التهذيب 2: 121، كتاب الثقات 6: 173، ميزان الاعتدال 1: 432، تقريب التهذيب 1: 140.
  15. تهذيب التهذيب 2: 121، الكامل في ضعفاء الرجال 2: 606، كتاب الجرح والتعديل 3: 73.
  16. تهذيب الكمال 5: 224 - 225، تهذيب التهذيب 2: 121، رجال الطوسي: 118، ميزان الاعتدال 1: 432.
  17. أنظر: تهذيب الكمال 5: 226، الكافي 5: 315، تهذيب الأحكام 7: 225، الكامل في ضعفاء الرجال 2: 606.
  18. ميزان الاعتدال 1: 433.
  19. الكامل في ضعفاء الرجال 2: 606.