الاستفسار

من ویکي‌وحدت

الاستفسار: هو الاستفهام عن مفهوم دليل المستدلّ. وشرط الاستفسار أن يكون اللفظ مجملاً متردداً بين عدّة محامل، أو غريباً بحيث لايعرفه السامع، أمّا إذا كان مشهوراً بين الفقهاء بحيث لايخفى مثله على المعترض، فلا يُقبل في مثله الاستفسار.

تعريف الاستفسار لغةً

الاستفسار: مأخوذ من الفَسْر وهو البيان، ويقال: استفسرته كذا؛ أي: سألته أن يفسّره لي. [١]

تعريف الاستفسار اصطلاحاً

هو طلب كشف عمّا استبهم على السائل لقصور فهمه. [٢] أو هو طلب شرح دلالة اللفظ إن كان مجملاً أو غريبا. [٣] وهو نفس معناه لغةً.
يذكر الاستفسار باعتباره أحد الاعتراضات التي يمكن أن توجّه إلى الاستدلال بـ: القياس الفقهي، وهو عام يتوجّه إلى كلّ استدلال، كما لو قال المستدلّ: يجب على المطلّقة أن تعتد بالأقراء، فيقول له المعترض: ماذا تعني بالقرء، هل هو الحيض أم الطُهر؟ فإذا عيّن المستدلّ مراده بالقرء اتخذ المعترض موقفه من الدليل إمّا بالتسليم أو المنع. [٤]

حكم الاستفسار

يجب على المعترض إثبات الإجمال في كلام المستدلّ ولايكفي دعوى ذلك؛ لأنّه يؤدي إلى فتح باب العناد وعدم الوصول إلى الحق[٥]، ولأنّ الأصل عدم الإجمال، وعلى مدّعي ذلك وهو المعترض إثباته. [٦]
وقد أشكل في عدّ الاستفسار من الاعتراضات؛ لأنّ معنى الاعتراض هو الخدش في كلام المستدلّ بالمنع أو المعارضة، والاستفسار ليس خدشا بل استفهام عن معنى ومفهوم دليل المستدلّ. [٧]

شرط الاستفسار

شرط الاستفسار أن يكون اللفظ مجملاً مترددا بين عدّة محامل، أو غريبا بحيث لايعرفه السامع، أمّا إذا كان مشهورا بين الفقهاء بحيث لايخفى مثله على المعترض، فلا يُقبل في مثله الاستفسار. [٨]

صيغ الاستفسار

ذكر الآمدي[٩] للاستفسار عن معنى الدليل صيغ متعددة، منها: «الهمزة»، و«هل»، و«ما»، و«مَن»، و«أين»، و«متى»، و«كيف»، و«كم»، و«أي»، والهمزة تقوم مقام الكلّ في سؤال الاستفسار.

مناشئ الإجمال في لفظ المستدلّ

يمكن أن يكون منشأ الإجمال في كلام المستدلّ أحد أمرين: [١٠]
الأول: الإجمال الناشئ من الاصطلاح. مثل أن يأتي المستدلّ بـ القياس الفقهي بلفظ «الدور»، أو «التسلسل»، أو «البسيط»، أو «الهيولى»، أو «المادة»، ونحو ذلك من اصطلاحات المتكلمين و الفلاسفة.
الثاني: الإجمال الناشئ من الوضع.
وهو إمّا أن يكون من ناحية التردد في المراد باللفظ، مثل: القُرء و الطُهر. وإمّا يكون من ناحية غرابة اللفظ، كذكر: «الرِّئبال»، أو «السَّبَنْتَي»، يعني: الأسد، أو «الدَّغفل»، يعني: ولد الفيل، فهذه الألفاظ غريبة على السامع إلاّ عن المعنيين بغريب اللغة.

جواب الاعتراض بالاستفسار

للمستدلّ أن يجيب على اعتراض سؤال الاستفسار بأحد وجهين: [١١]
الأول: منع تعدّد احتمالات اللفظ المستدلّ به، وإقامة الدليل على ذلك من اللغة أو اصطلاح المتشرعة.
الثاني: أن يبيّن رجحان اللفظ في أحد المعنيين، بأحد الأمور المرجّحة له من اللغة أو الاشتهار في العرف. ومتى أجاب المستدلّ على سؤال الاستفسار انقطع المعترض.

المصادر

  1. الصحاح 2 : 781، لسان العرب 3 : 3033 مادة «فسر».
  2. المنخول : 404.
  3. منتهى الوصول : 192 وانظر : الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 324.
  4. انظر : شرح مختصر الروضة 3 : 460.
  5. انظر : الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 325، شرح مختصر الروضة 3 : 462.
  6. انظر : منتهى الوصول : 192.
  7. انظر : البحر المحيط 5 : 318، إرشاد الفحول 2 : 222.
  8. انظر : الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 325، شرح مختصر الروضة 3 : 465.
  9. الاحكام 3 ـ 4 : 324 ـ 325.
  10. انظر : شرح مختصر الروضة 3 : 464 ـ 465.
  11. انظر : روضة الناظر : 181 ـ 182 ، الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 326 ، منتهى الوصول : 192، شرح مختصر الروضة 3 : 463 ـ 464.