إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى

من ویکي‌وحدت

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: وهو أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة. فقد وثّقه الرجاليون الشيعة بالاتّفاق، وأمّا رجاليو أهل السنة فاختلفوا بشأنه: حيث وثّقه الشافعي وابن الأصبهاني والعجلي، في حين لم يصرّح ابن عدي و ابن عقدة برأيٍ فيه، واستبعد بعض منهم أن تكون أحاديثه منكرة. وذكر البعض أنّ كتاب المغازي للواقدي إنّما هو لإبراهيم، نقله عنه الواقدي ونسبه إلى‏ نفسه.

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى (100 ــ 184هـ)‏

وهو من الرواة المشتركين. [١] كنيته: أبو إسحاق، أبو الحسن. [٢]
نسبه: الأسلمي. [٣]
لقبه: المدني. [٤]
طبقته: السابعة. [٥]
ولد إبراهيم سنة 100 هـ [٦]، واسم جدّه المعروف بأبي يحيى‏ أو أبي عطاء هو «سمهان».[٧] وكان إبراهيم من فقهاء عصره، وله تبحّر في علم الحديث، [٨] ويشهد لذلك أنّ محمد بن إدريس الشافعي من تلامذته في الحديث. [٩]
له تصنيفات مهمّة، منها: الموطّأ في الحديث، وهو أضعاف حجم موطّأ مالك بن أنس. [١٠] وذكر البعض أنّ كتاب المغازي للواقدي إنّما هو لإبراهيم، نقله عنه الواقدي ونسبه إلى‏ نفسه، بل ذكر بعض ثقات أهل السنة أنّ كتب الواقدي - سائرها - إنّما هي كتب إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى‏، نقلها الواقدي وادّعاها، ولم نعرف منها شيئاً منسوباً إلى إبراهيم. [١١]

موقف الرجاليّين منه

فقد وثّقه الرجاليون الشيعة بالاتّفاق[١٢] وأمّا رجاليو أهل السنة فاختلفوا بشأنه: حيث وثّقه الشافعي وابن الأصبهاني والعجلي[١٣]، في حين لم يصرّح ابن عدي و ابن عقدة برأيٍ فيه، واستبعد بعض منهم أن تكون أحاديثه منكرة. [١٤]
بينما ضعّفه بعض آخر ؛ كابن المبارك و مالك بن أنس و ابن معين وأحمد[١٥]، واتّهمه البعض بالقدرية والاعتقاد بمذهب جهم. [١٦] بل وبالكذب أيضاً، وأنّ فيه ضروباً من البدع، وغير ذلك. [١٧]
هذا وقدّمه الشافعي على‏ بعض الحافظين، وقال: «لئن يخرّ من السماء - أو قال: من بُعد - أحبّ إليه من أن يكذب، وكان ثقةً في الحديث».[١٨]
وقال الذهبي: «ما كان ابن أبي يحيى‏ في وزن مَن يضع الحديث، وكان من أوعية العلم، وعمل موطّأً كبيراً، ولكنّه ضعيف عند الجماعة».[١٩]
ومع أنّ الذهبي قال في سير أعلام النبلاء: «الشافعي لايوثّقه، بل نهى‏ ابنَ عُيَيْنة عن الكتابة عنه» فكان أن تردّد بشأن الكتابة عنه، أو ترك أحاديثه بعد أن اعتبره ضعيفاً[٢٠]، إلّا أنّه نقل توثيق الشافعي له في الميزان. [٢١]
وممّا يدلّ على‏ وثاقته أيضاً: أنّه روى‏ عن كبار مشايخ الحديث، وروى‏ عنه الكبار في الحديث أيضاً.[٢٢]
وحاول ابن حبان توجيه رواية الشافعي عنه، وإكثاره من الاحتجاج به، معلّلاً ذلك بفقدان كتب الحديث عند الشافعي أثناء إقامته بمصر، واعتماده على‏ ذاكرته فقط. [٢٣]
وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام[٢٤]، وفي فهرسته من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، وذكر أنّه صاحب كتاب مبوّب في الحلال والحرام، يشتمل على‏ أحاديث الإمام الصادق عليه السلام. [٢٥]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ إبراهيم عن الإمام الصادق عليه السلام. [٢٦]
وروى‏ أيضاً عن جماعة كثيرة، منهم: إسحاق بن عبداللَّه بن أبي طلحة، حسين ابن عبداللَّه بن عُبَيْداللَّه بن عباس، داود بن الحصين، سعيد بن عبد الرحمان بن رُقَيْش، سليمان بن سُحَيْم، سُهَيْل بن أبي صالح، محمد بن أبي يحيى‏ الأسلمي (أبوه)، لَيْث بن أبي سُلَيْم، محمد بن المُنْكَدر، يحيى‏ بن سعيد الأنصاري.
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: عبدالملك بن جُرَيْج، سفيان الثوري، عبّاد بن منصور، يحيى‏ بن أيوب المصري، إسماعيل بن سعيد الكسائي، إسماعيل بن موسى‏ الفَزَاري، صالح بن محمد الترمذي، محمد بن إدريس الشافعي، يحيى‏ بن آدم، أبو نُعَيم عبداللَّه بن هاشم الحلبي، محبوب بن محمد الورّاق.

من رواياته

روى‏ إبراهيم بن أبي يحيى‏، عن موسى‏ بن وردان، عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]]، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «من مات مريضاً مات شهيداً».[٢٧]
ومن رواياته التي ينقلها ابن عدي عنه بأسانيده: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «لايؤذّن غلام حتّى يحتلم، وليؤذّن لكم خياركم».[٢٨]
وردت أحاديثه في بعض الجوامع الروائية للشيعة، مثل: من لايحضره الفقيه للصدوق. [٢٩]
وقد أخرج له ابن ماجة حديثاً واحداً. [٣٠]

وفاته

توفّي إبراهيم سنة 184 هـ . [٣١]

الهوامش

  1. تذكرة الحفّاظ 1: 246، الكامل في ضعفاء الرجال 1: 219.
  2. رجال النجاشي: رقم (12)، تذكرة الحفّاظ 1: 246، خلاصة الأقوال: 48.
  3. تذكرة الحفّاظ 1: 246.
  4. ميزان الاعتدال 1: 182.
  5. تقريب التهذيب 1: 42.
  6. سير أعلام النبلاء 8: 450.
  7. كتاب التاريخ الكبير 1: 324. وفي تهذيب الكمال 2: 184: «سمعان».
  8. سير أعلام النبلاء 8: 450، وانظر: تذكرة الحفّاظ 1: 246.
  9. تهذيب الأسماء واللغات 1: 103، تهذيب التهذيب 1: 139.
  10. تذكرة الحفّاظ 1: 246، سير أعلام النبلاء 8: 450، تهذيب التهذيب 1: 138.
  11. الفهرست للطوسي: 34، وانظر: رجال النجاشي: رقم (12).
  12. رجال النجاشي: رقم (12)، خلاصة الأقوال: 48، تنقيح المقال 4: 273.
  13. ميزان الاعتدال 1: 183، تهذيب التهذيب 1: 158، سير أعلام النبلاء 8: 450.
  14. سير أعلام النبلاء 8: 453، ميزان الاعتدال 1: 183، تهذيب التهذيب 1: 138، تهذيب الكمال 2: 188.
  15. سير أعلام النبلاء 8: 451 - 452، ميزان الاعتدال 1: 57 - 58.
  16. الفرق بين الفِرَق: 153. وجهم بن صفوان هو مؤسّس فرقة الجهمية، وكان يقول بالجبر، ويعتبر الإيمان باللَّه إنّما هو معرفته فقط.
  17. انظر تهذيب الكمال 2: 186 و187. ويذكر أنّ للدكتور بشّار عوّاد معروف (محقّق كتاب تهذيب الكمال) نقداً لطيفاً في الباب يجدر أن نورده هنا إتماماً للفائدة، يقول: «يلاحظ على‏ كلّ الذي قيل في «إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى‏» جملة أمور: 1. أنّ غالب ما وجِّه إليه من نقدٍ كان بسبب العقائد، فقد أكّدوا أ نّه كان معتزليّاً، قدريّاً، جهميّاً، رافضيّاً، ولم يثبت أ نّه كان غالياً في عقيدته، داعيةً لها، وعليه فإنّ تضعيفه من جهة العقائد فيه نظر. 2. أنّه كان عالماً فاضلاً، شهد بعلمه من تكلّم فيه، قال الإمام الذهبي في طي ترجمته من (تاريخ الإسلام 12: 63 - 64): «الفقيه، المدني، أحد الأعلام». وروى‏ ابن حبّان بسنده الى عبداللَّه بن قريش قال: جاء رشدين بن سعد الى‏ إبراهيم بن أبي يحيى‏ ومعه كتب قد جعلها في كسائه، فقال لابراهيم: هذه كتبك وحديثك، أرويها عنك ؟ قال: نعم، ثم قال: بلغني أنّك رجل سوء، فاتّق اللَّه عزوجل وتُب إليه، قال: فإن كنتُ رجل سوء، فلأيّ شي‏ء تأخذ عنّي الحديث ؟! قال: ألم يبلغك أ نّه يذهب العلم ويبقى‏ منه في أوعية سوء، فأنت من أوعية السوء ؟! (كتاب الضعفاء والمجروحين 1: 105 – 106). 3. أنّ علاقته بالإمام مالك كانت سيّئة، وأ نّه كان ينافسه. 4. أنّ الإمام الشافعي لم ينفرد بتوثيقه، فقد نظر ابن عقدة في حديثه فلم يجد فيه نكارة، وكذلك ابن عدي بعد أن كتب له ترجمة حافلة في «الكامل» استغرقت عشرين صفحة. 5. الثابت عن الإمام الشافعي توثيقه مطلقاً كما نقل الربيع بن سليمان المرادي، بل قال في كتاب «اختلاف الحديث»: ابن أبي يحيى‏ أحفظ من الدراوردي. وعليه فإنّ إيجاد المعاذير لرواية الإمام الشافعي لا معنىً لها، وقد علّق الحافظ ابن حجر على‏ قول الساجي الذي يذكر فيه: «أنّ الشافعي لم يخرّج عنه حديثاً في فرضٍ، وإنّما أخرج عنه في الفضائل» بأنّ هذا هو خلاف الموجود المشهود (تهذيب التهذيب 1: 139). فلينظر في تضعيف «ابراهيم» هذا مطلقاً، وهو ليس بمتروك بكلّ حال. (راجع تهذيب الكمال 2: 191 هامش).
  18. ميزان الاعتدال 1: 58، تهذيب التهذيب 1: 138.
  19. تذكرة الحفّاظ 1: 247.
  20. سير أعلام النبلاء 8: 451، 454.
  21. ميزان الاعتدال 1: 58.
  22. تهذيب التهذيب 1: 139، تهذيب الكمال 2: 189، تذكرة الحفّاظ 1: 247.
  23. ميزان الاعتدال 1: 185.
  24. رجال الطوسي: 144.
  25. الفهرست: 34، وانظر: رجال النجاشي: رقم (12).
  26. تهذيب الكمال 2: 184-185، تذكرة الحفّاظ 1: 246، تهذيب التهذيب 1: 137، رجال الطوسي: 144.
  27. ميزان الاعتدال 1: 184.
  28. الكامل في ضعفاء الرجال 1: 225.
  29. من لايحضره الفقيه 2: 173.
  30. ميزان الاعتدال 1: 186، وانظر: سنن ابن ماجة 1: 515.
  31. تهذيب الكمال 2: 189، تذكرة الحفّاظ 1: 247، موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 70.