أقسام الوحي

من ویکي‌وحدت

أقسام الوحي: وهو الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي وكلّ ما ألقيته إلى غيرك. وقد أطلق هذا اللفظ (الوحي) على الطريقة الخاصّة التي يتّصل بها اللّه‏ تعالى برسولهِ. نظرا إلى خفائها ودقّتها وعدم تمكّن الآخرين من الإحساس بها. ولم يكن الوحي هو الطريقة التي تلقى بها خاتم الأنبياء وحده كلمات اللّه‏، بل هو الطريقة العامّة لاتّصال الأنبياء باللّه‏ وتلقيهم الكتب السماوية منه تعالى كما حدّث اللّه‏ بذلك رسوله في قوله عزّ وجلّ: «إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ والنَّبِـيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِـيمَ وَ إِسْمـعِـيلَ وَ إِسْحـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ وَعِـيسى ...» [١] و[٢]. وله أقسام نذکرها في هذا المقال.

أقسام الوحي

الوحي نوعان: ظاهر وباطن.
فالظاهر: ثلاثة أقسام:
الأوّل: ما ثبت بلسان الملك وهو جبرئيل(ع) فوقع في سمعهِ بعد علمهِ بالمبلّغ وهو جبرئيل(ع) ـ بآية قاطعة تنافي الشک والاشتباه بأنّه جبرئيل(ع) ـ وهو الذي يعبّر عنه بالذي أنزل عليهِ بلسان الروح الأمين.
الثاني: ما بينهُ بقولهِ أو ثبت عنده بإشارة الملك من غير بيان بكلام كما قال(ص): «إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت حتّى تستكمل رزقها فاتقوا اللّه‏ وأجملوا في الطلب...» [٣]. الثالث: ما تبدّى لقلبه بلا شبهة بإلهام من اللّه‏ تعالى بأن أراه نورا من عنده وهذا هو المسمّى إلهام.
الوحي الباطن: هو تأييد القلب على وجهٍ لا يبقى فيه شبهة ولا شكّ ولا معارض ولا مزاحم، وذلك بأن يظهر له الحقّ بنور في قلبه من ربّه يتّضح له حكم الحادثة به وإليه أشار اللّه‏ تعالى: «لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ» [٤]. وكلّ ذلك خاصّ بالرسول(ص) وتثبت به الحجّة القاطعة ولا شركة للاُمة في ذلك إلاّ أن يكرم اللّه‏ به من يشاء من اُمته لحقهِ وذلك الكرامة للأولياء [٥].
وهنالك من قسمه إلى ثلاثة صور:
الاُولى: إلقاء المعنى في قلب النبي(ص) أو نفثه في روعة بصورةٍ يحسن بأنّه تلقاه من اللّه‏ تعالى.
الثانية: تكليم النبي(ص) من وراء حجاب كما نادى اللّه‏ موسى(ع) من وراء الشجرة وسمع نداءه.
الثالثة: هي التي متى أطلقت انصرفت إلى ما يفهمه المتدين عادةً من لفظة الإيحاء حين يلقى ملك الوحي المرسل من اللّه‏ إلى نبي من الأنبياء ما كلّف إلقاؤه إليه سواء أنزل عليه في صورة رجل أم في صورته الملكية[٦] .
وقد اُشير إلى هذه الصور الثلاث في قوله تعالى: «وَما كانَ لِـبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِـجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِـإِذنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِـيمٌ»[٧]. وهنالك من قسَّم الوحي إلى قسمين:
الوحي المتلو وهو القرآن والوحي غير المتلو وهو ((السنة]] [٨].
ويذهب البعض الى أنّ هناك ما يشبه الوحي في حقّ رسول اللّه(ص) وهو استنباط الأحكام من النصوص بالرأي والاجتهاد. فإنّما يكون من رسول اللّه(ص) بهذا الطريق فهو بمنزلة الثابت بالوحي؛ لقيام الدليل على أنّه ثواب لا محال. فإن كان لا يقرّ على الخطأ، فكان ذلك منه حجّة قاطعة. ومثل هذا من الاُمة لا يُجعل بمنزلة الوحي؛ لأنّ المجتهد يخطئ ويصيب. فقد عُلِمَ أنّه كان لرسول اللّه(ص)من صفة الكمال ما لا يحيط به إلاّ اللّه‏. فلاشكّ أنّ غيره لا يساويه في أعمال الرأي والاجتهاد في الأحكام. وهذا يبتني على اختلاف العلماء في أنّه(ع) هل كان يجتهد في الأحكام ويعمل بالرأي فيما لا نصّ فيه [٩].

المصادر

  1. . النساء: 163.
  2. . علوم القرآن الحكيم: 25.
  3. . تهذيب الأحكام الطوسي 6: 321 باب المكاسب ح 1، مستدرك الوسائل (النوري) 13: 27 باب (10) ح 1.
  4. . النساء: 105.
  5. . كشف الأسرار، البخاري 3: 384 ـ 386، كشف الأسرار (النسفي) 2: 168.
  6. . علوم القرآن الحكيم: 26.
  7. . الشورى: 51.
  8. . روضة الطالبين 1: 11.
  9. . اُصول السرخسي 2: 91.