أحمد بن حنبل

من ویکي‌وحدت
أحمد بن حنبل.jpg

أحمد بن حنبل: إمام المذهب الحنبلي، أصله من «مَرْو»، وكان أبوه من قادة أجناد مَرْو، وقد توفّي في شبابه، فقدمت أُمه وهي حامل به إلى‏ بغداد، وولدته فيها، فنشأ بها ومات بها، وطاف البلاد في طلب العلم والحديث. وهو أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة.

أحمد بن محمد بن حنبل (164 ــ 241ق)

وهو من الرواة المشترکين. [١]
كنيته: أبو عبداللَّه.[٢]
نسبه: الذُهْلِي، الشَيْباني.[٣]
لقبه: المَرْوَزي، البغدادي.[٤]
طبقته: العاشرة.[٥]
إمام المذهب الحنبلي، أصله من «مَرْو»، وكان أبوه من قادة أجناد مَرْو، وقد توفّي في شبابه، فقدمت أُمه وهي حامل به إلى‏ بغداد، وولدته فيها، فنشأ بها ومات بها، وطاف البلاد في طلب العلم والحديث.[٦]
بدأ أحمد بطلب الحديث في سنّ السادسة عشرة، وقام بأسفار كثيرة إلى‏ مناطق مختلفة، منها: الكوفة، البصرة، مكّة، المدينة، اليمن، الشام، الجزيرة.[٧]
من آثاره في الحديث والعقائد وعلوم القرآن: المسند، التفسير، الناسخ والمنسوخ، التاريخ، المناسك الكبير والصغير، العلل، الزهد، الردّ على‏ الجهمية.[٨] وأشهر كتبه: المسند،و يحوي (30000) حديث، ذكر أحمد أنّه اختارها من بين(750000) حديث.[٩] وروي عن عبداللَّه بن أحمد: أنّ أبا زرعة قال له يوماً: إنّ أباك حفظ ألف ألف حديث، فقلت: وكيف؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.[١٠]
ويقول عبداللَّه بن أحمد: «رأيت أبي يأخذ شعرةً من شعر النبي صلى الله عليه وآله فيضعها على‏ فيه يقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على‏ عينه ويغمسها في الماء ويشربه، ويستشفي به».[١١] وسأل عبداللَّه أباه عمّن يلمس رمّانة منبر النبي صلى الله عليه وآله، ويمسّ الحجرة النبوية، فقال: «لا أرى‏ بذلك بأساً، أعاذنا اللَّه وإيّاكم من رأي الخوارج ومن البدع».[١٢]
وكان أحمد يسعى‏ للحصول على‏ رزقه بكدّ يده، ولم يقبل هديةً أو هبةً من أحد.[١٣] وكان إذا ذكر الموت خنقته العبرة، ويقول: «الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب». وقال: «أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكّة ؛ حتّى‏ لا أُعرف، قد بُليت بالشهرة، إنّي لأتمنّى‏ الموت صباحاً ومساءً».[١٤]
وقد اشتهر أحمد بسبب دوره في قضية «المحنة» حتّى‏ عُرف بعنوان المدافع عن أصحاب الحديث، بسبب مخالفته لنظرية خلق القرآن في قضية المحنة، وعرضه لتعاليمه التي تبيّن مبانيه الفكرية إبّان ذلك، ولأجل هذا صارت أقواله وكتاباته مستمسكاً لتأييد أصحاب الحديث.[١٥]
كان أحمد يهتمّ بالسنّة كثيراً، ويعتبر مخالفيها من أهل البدعة، ويرى‏ أنّ المخالفين لـ أصحاب الحديث هم زنادقة، وكان يبجّل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كثيراً، ويرى‏ أنّ على‏ المؤمن أن يعتقد بأنّ كلّ شي‏ء من الخير والشرّ إنّما هو بالقضاء والقدر الإلهي. وكان يرى‏ أنّ علياً عليه السلام له شأن عظيم، وكان يمتنع عن الحديث حول النزاع والتخاصم بين الصحابة.[١٦]

موقف الرجاليّين منه

قال الشافعي: «ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي».[١٧] وقال قتيبة بن سعيد: «بموت أحمد بن حنبل تظهر البدع».[١٨] ونقل المزني عن الشافعي قوله: «رأيت في بغداد شابّاً إذا قال: حدّثنا، قال الناس كلّهم: صدق، قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل».[١٩] وقال عبد الرزاق: «ما رأيت أفقه منه ولا أورع».[٢٠] ويقول مهنّا بن يحيى‏ الشامي: «ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في علمه وفقهه، وزهده وورعه».[٢١]
واعتبره ابن حجر ثقةً وحافظاً، وعلى‏ رأس الطبقة العاشرة.[٢٢] وعرّفه ابن حبان بأنّه حافظ ومتقن.[٢٣] وقال ابن سعد: «هو ثقة، ثبت، صدوق، كثير الحديث».[٢٤]
وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام.[٢٥]

أحمد و أهل البيت عليهم السلام

كتب أحمد بن حنبل كتاب الفضائل وخصّصه لنقل مناقب أمير المؤمنين عليه السلام، وأورد روايات كثيرة في مسنده حول فضائل أهل البيت عليهم السلام.[٢٦]
ينقل الخطيب البغدادي عن عبداللَّه بن أحمد، قال: «كنت بين يدي أبي جالساً ذات يوم، فجاءت طائفة من الكرخيّين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم، فقال: يا هؤلاء! قد أكثرتم القول في علي والخلافة، والخلافة وعلي، إنّ الخلافة لم تزيّن عليّاً، بل علي زيّنها».
ونقل سبط ابن الجوزي عن أحمد بن حنبل قوله: خلّفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام في غزوة تبوك في أهله، فقال: «يارسول اللَّه، تخلفني في النساء والصبيان؟!»، فقال صلى الله عليه وآله: «ألا ترضى‏ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى‏؟ غير أنّه لا نبيّ بعدي».[٢٧]
وكان أحمد من جملة رواة حديث الغدير، وقد نقل هذا الحديث في مسنده بطرق عديدة.[٢٨]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ أحمد بن حنبل عن جماعةٍ كثيرةٍ[٢٩] منهم: إبراهيم بن شمّاس السمرقندي، إبراهيم بن أبي العباس البغدادي المعروف بالسامري، جعفر بن عون، حسين بن علي الجُعفي، هشَيم بن أبي ساسان الكوفي، وكيع بن الجرّاح، يحيى‏ بن آدم، أبو بكر ابن عيّاش.
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: البخاري، مسلم، أحمد بن محمد بن هاني، ابن عمه حنبل بن إسحاق بن حنبل، أبو داود، صالح وعبداللَّه (ابناه).
هذا وأخرج له الجماعة.[٣٠]

من رواياته

قالت أم سلمة: «كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إذا غضب لم يجترئ عليه أحد إلّا علي كرّم اللَّه وجهه».[٣١]
وعن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللَّه‏(ص): «ما على الأرض نفس تموت لاتشرك باللَّه شيئاً، تشهد أنّي رسول اللَّه، يرجع ذلك إلى‏ قلبٍ موقنٍ، غفر اللَّه له».[٣٢]

وفاته

توفِّي أحمد سنة 241 ه.[٣٣]

الهوامش

  1. سير أعلام النبلاء 11: 177 - 178.
  2. الطبقات الكبرى‏ 7: 354، كتاب الثقات 8: 18.
  3. سير أعلام النبلاء 11: 178، كتاب التاريخ الكبير 2: 5، رجال الطوسي: 367.
  4. تهذيب الكمال 1: 437، تهذيب الأسماء واللغات 1: 110.
  5. تقريب التهذيب 1: 24.
  6. كتاب الثقات 8: 18، تهذيب الكمال 1: 437، حلية الأولياء 9: 163.
  7. تهذيب الكمال 1: 445، وانظر: تاريخ بغداد 4: 416.
  8. سير أعلام النبلاء 11: 217، تاريخ الإسلام 18: 88.
  9. سير أعلام النبلاء 11: 329.
  10. المصدر السابق: 187.
  11. تاريخ الإسلام 18: 80، سير أعلام النبلاء 11: 212.
  12. سير أعلام النبلاء 11: 212.
  13. حلية الأولياء 9: 174 - 175.
  14. تاريخ الإسلام 18: 18.
  15. كتاب الثقات 8: 19، حلية الأولياء 9: 162، تاريخ الإسلام 18: 82 - 83، تهذيب الكمال 1: 437، الطبقات الكبرى‏ 7: 354، وفيات الأعيان 1: 64.
  16. تاريخ الإسلام 18: 89. وانظر دائرة المعارف «بزرگ اسلامى» 6: 718 نقلاً عن مناقب أحمد لابن الجوزي.
  17. تهذيب الأسماء واللغات 1: 111.
  18. حلية الأولياء 9: 168.
  19. تاريخ الإسلام 18: 70 - 71.
  20. تهذيب التهذيب 1: 64.
  21. حلية الأولياء 9: 165.
  22. تقريب التهذيب 1: 24.
  23. كتاب الثقات 8: 18.
  24. الطبقات الكبرى‏ 7: 354.
  25. رجال الطوسي: 367.
  26. راجع على‏ سبيل المثال المسند 1: 331 و 4: 328 و 5: 182، 189، 205، 356، 358.
  27. تذكرة الخواصّ: 27.
  28. مسند أحمد 1: 118، 119 و4: 368، 372.
  29. تهذيب الكمال 1: 437 - 442، تهذيب التهذيب 1: 62 - 63، كتاب الثقات 8: 18، تاريخ بغداد 4: 412 - 413.
  30. موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 22، وانظر: تهذيب الكمال 1: 470.
  31. حلية الأولياء 9: 227.
  32. مستدرك الحاكم 1: 8.
  33. تهذيب الأسماء واللغات 1: 112، تاريخ بغداد 4: 422، كتاب الثقات 8: 18، وفيات الأعيان 1: 64.