أبو داود الطيالسي

من ویکي‌وحدت

أبو داود الطيالسي: كان فارسياً وسكن البصرة، من كبار المحدثين وكان كثير الحفظ حتّى‏ قال عمرو بن علي الفلّاس: «ما رأيتُ في المحدّثين أحفظ من أبي داود الطيالسي». وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وكان مهتمّاً بأخذ الحديث بشكلٍ بالغٍ، حتّى‏ أنّه كتب الحديث عن ألف شيخ، وأثنى‏ عليه جميع رجاليّي أهل السنة، ووصفوه بالصدق والوثاقة، وأمّا علماء الرجال من الشيعة، فقال المامقاني: «لم أقف في كتب أصحابنا الرجاليّين له على‏ ذكر، نعم قال ابن حجر فيما حكي عنه: إنّه ثقة حافظ، غلط في أحاديث من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين، وكان من الشيعة»‏.

سُليمان بن داود بن الجارود (123 ــ 203ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو داود.[٢]
نسبه: الأسدي، الزُبيري، القرشي.[٣]
لقبه: البصري، الحافظ، الطيالِسي، الفارسي.[٤]
طبقته: التاسعة.[٥]
كان فارسياً وسكن البصرة[٦]، وأبوه مولىً لقريش.[٧] وفي تاريخ بغداد: «أبو داود الطيالسي مولىً لموالي الزبير بن العوام».[٨] وأمّا أُمّه فكانت فارسية، وكانت مولاة لبني نَصْر بن معاوية.[٩]
كان كثير الحفظ.[١٠] حتّى‏ قال عمرو بن علي الفلّاس: «ما رأيتُ في المحدّثين أحفظ من أبي داود الطيالسي، سمعته يقول: أسرد ثلاثين ألف حديثٍ ولا فَخْر، وفي صدري اثنا عشر ألف حديثٍ لعثمان البُرِّي ما سألني عنها أحد من أهل البصرة، فخرجت إلى‏ أصبهان فبَثَثْتها فيهم».[١١]
كان مهتمّاً بأخذ الحديث بشكلٍ بالغٍ، حتّى‏ أنّه كتب الحديث عن ألف شيخ.[١٢] وعن عمران الأصفهاني قال: «قدم علينا أبو داود، فكان يملي من حفظه، وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث».[١٣] بل إنّ عمر بن شبَّة قال: «كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس معه كتاب».[١٤]

موقف الرجاليّين منه

أثنى‏ عليه جميع رجاليّي أهل السنة؛ كجعفر الفِرْيابي والمَديني وعبدالرحمان بن مهدي وأحمد وابن معين والعجلي والنَسائي، ووصفوه بالصدق والوثاقة.[١٥]
مع أنّ الخطيب قال: «كان أبو داود يحدّث من حفظه، والحفظ خوّان، فكان يغلط، مع أنّ غلطه يسير في جنب ما روى‏ على الصحة والسلامة».[١٦]
وأمّا علماء الرجال من الشيعة، فقال المامقاني: «لم أقف في كتب أصحابنا الرجاليّين له على‏ ذكر، نعم قال ابن حجر فيما حكي عنه: إنّه ثقة حافظ، غلط في أحاديث من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين، وكان من الشيعة انتهى‏. وأقول: نقبل قوله في كونه شيعياً، ويكون ما ذكره في مدحه مُدرجاً له في الحسان».[١٧]
واعتبره التستري من أهل السنة.[١٨]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن جماعة، منهم: جَرير بن حازم، حمّاد بن زيد، عمران القطّان، حمّاد بن سَلَمة، سفيان الثوري، شُعبة بن الحجّاج، ابن أبي الزنّاد، حُميد بن مِهْران، زُهير بن محمد، سليمان بن المغيرة، عبدالعزيز بن عبداللَّه بن أبي سَلَمة الماجِشون.[١٩]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أحمد، علي بن المَديني، عمرو بن علي الفَلَّاس، محمد بن أبي‏بكر المُقَدَّمي، جَرير بن عبدالحميد الرازي، هارون بن عبداللَّه الحمّال، نُعَيْم بن حمّاد المَروَزي، يحيى‏ بن يونس البلخي.
ووردت أحاديثه في صحيح مسلم وسنن النسائي وابن ماجة وأبي داود والترمذي، وكذلك وردت في التعاليق للبخاري.[٢٠] وقد وُصف سُليمان بكثرة الحديث.[٢١]

من رواياته

أخرج في مسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام: أنّ فاطمة رضي اللَّه عنها اشتكت ما تلقى من أثر الرحا في يدها، فأتت النبي صلى الله عليه وآله، فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة فأخبرتها، فلمّا جاء النبي صلى الله عليه وآله أخبرته عائشة بمجي‏ء فاطمة إليه، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «على‏ مكانكما» فقعد بيننا حتّى‏ وجدت برد قدميه على‏ صدري، فقال: «ألا أُعلّمكما خيراً ممّا سألتما؟ إذا أخذتما عليه مضجعكما أن تكبّرا أربعاً وثلاثين، وتُسبّحا ثلاثاً وثلاثين، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم».[٢٢]
وروى‏ بالسند إلى‏ الباقر عليه السلام قال: «لادين لمن دان بطاعة من عصى‏ اللَّه، ولادين لمن دان بفرية باطل على اللَّه، ولادين لمن دان بجحود شي‏ءٍ من آيات اللَّه».[٢٣]

وفاته

توفّي سنة 203 هـ في البصرة، عن عمر 72 عاماً، وصلّى‏ عليه أمير البصرة يحيى‏ ابن عبداللَّه.[٢٤]

الهوامش

  1. تهذيب الكمال 11: 401، ميزان الاعتدال 2: 203، رجال صحيح مسلم 1: 269، تاريخ خليفة: 388.
  2. العبر في خبر من غبر 1: 270، الطبقات الكبرى‏ 7: 298، الكامل في ضعفاء الرجال 3: 1127.
  3. سير أعلام النبلاء 9: 378.
  4. تذكرة الحفّاظ 1: 351، كتاب التاريخ الكبير 4: 10، تهذيب الكمال 11: 401.
  5. تقريب التهذيب 1: 323.
  6. الجرح والتعديل 4: 111.
  7. كتاب الثقات 8: 275، الأنساب 4: 91.
  8. تاريخ بغداد 9: 26، وانظر: تهذيب الكمال 11: 401.
  9. تهذيب الكمال 11: 401، كتاب التاريخ الكبير 4: 10.
  10. تاريخ الثقات: 201.
  11. تاريخ بغداد 9: 28، تهذيب الكمال 11: 405.
  12. تذكرة الحفّاظ 1: 351، سير أعلام النبلاء 9: 381.
  13. الجرح والتعديل 4: 112 - 113.
  14. تهذيب الكمال 11: 405.
  15. أنظر: تهذيب الكمال 11: 405 - 408.
  16. تاريخ بغداد 9: 26.
  17. تنقيح المقال 2: 59.
  18. قاموس الرجال 5: 264.
  19. تهذيب الكمال 11: 401 - 404، تهذيب التهذيب 4: 160.
  20. تهذيب الكمال 11: 408، تهذيب التهذيب 4: 160.
  21. تذكرة الحفّاظ 1: 352، شذرات الذهب 2: 12، تهذيب الكمال 11: 406، 408.
  22. مسند أبي داود الطيالسي: 15 - 16.
  23. كتاب قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا: 68، بحار الأنوار 2: 121.
  24. الطبقات الكبرى‏ 7: 298، كتاب التاريخ الكبير 4: 10، المعارف: 520.