فتنة الوهابیة (کتاب): تفاوت میان نسخه‌ها

جز
جایگزینی متن - 'عبید الله' به 'عبیدالله'
جز (جایگزینی متن - 'ي' به 'ی')
جز (جایگزینی متن - 'عبید الله' به 'عبیدالله')
خط ۳۶: خط ۳۶:
وألف العلماء رسائل كثیرة للرد علیه حتى أخوه الشیخ سلیمان وبقیة مشایخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمیر الدرعیة وكان من بنی حنیفة قوم مسیلمة الكذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبد العزیز بن محمد بن سعود، وكان كثیر من مشایخ ابن عبد الوهاب بالمدینة یقولون سیضل هذا أو یضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذی ابتدعه إخلاص التوحید والتبری من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دینهم وحمل الآیات القرآنیة التی نزلت فی المشركین على أهل التوحید كقوله تعالى: {ومن أضل ممن یدعو من دون الله من لا یستجیب له إلى یوم القیامة وهم عن دعائهم غافلون} وكقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ینفعك ولا یضرك} وكقوله تعالى: {والذین یدعون من لا یستجیب لهم إلى یوم القیامة} وأمثال هذه الآیات فی القرآن كثیرة، فقال محمد بن عبد الوهاب من استغاث بالنبی صلى الله علیه وسلم أو بغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركین ویدخل فی عموم هذه الآیات، وجعل زیارة قبر النبی صلى الله علیه وسلم وغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین مثل ذلك، وقال فی قوله تعالى حكایة عن المشركین فی عبادة الأصنام {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} إن المتوسلین مثل هؤلاء المشركین الذین یقولون {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} قال: "فإن المشركین ما اعتقدوا فی الأصنام أنها تخلق شیئا بل یعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدلیل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم لیقولن الله} و {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض لیقولن الله} فما حكم الله علیهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم لیقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم".<br>
وألف العلماء رسائل كثیرة للرد علیه حتى أخوه الشیخ سلیمان وبقیة مشایخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمیر الدرعیة وكان من بنی حنیفة قوم مسیلمة الكذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبد العزیز بن محمد بن سعود، وكان كثیر من مشایخ ابن عبد الوهاب بالمدینة یقولون سیضل هذا أو یضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذی ابتدعه إخلاص التوحید والتبری من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دینهم وحمل الآیات القرآنیة التی نزلت فی المشركین على أهل التوحید كقوله تعالى: {ومن أضل ممن یدعو من دون الله من لا یستجیب له إلى یوم القیامة وهم عن دعائهم غافلون} وكقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ینفعك ولا یضرك} وكقوله تعالى: {والذین یدعون من لا یستجیب لهم إلى یوم القیامة} وأمثال هذه الآیات فی القرآن كثیرة، فقال محمد بن عبد الوهاب من استغاث بالنبی صلى الله علیه وسلم أو بغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركین ویدخل فی عموم هذه الآیات، وجعل زیارة قبر النبی صلى الله علیه وسلم وغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین مثل ذلك، وقال فی قوله تعالى حكایة عن المشركین فی عبادة الأصنام {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} إن المتوسلین مثل هؤلاء المشركین الذین یقولون {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} قال: "فإن المشركین ما اعتقدوا فی الأصنام أنها تخلق شیئا بل یعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدلیل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم لیقولن الله} و {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض لیقولن الله} فما حكم الله علیهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم لیقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم".<br>
===رد اول===
===رد اول===
ومما ردوا به علیه فی الرسائل المؤلفة للرد علیه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنین ما اتخذوا الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام ولا الأولیاء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم یعتقدون أنهم عبید الله مخلوقون ولا یعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذین نزلت فیهم هذه الآیات فكانوا یعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهیة ویعظمونها تعظیم الربوبیة وإن كانوا یعتقدون أنها لا تخلق شیئا، وأما المؤمنون فلا یعتقدون فی الأنبیاء والأولیاء استحقاق العبادة والألوهیة ولا یعظمونهم تعظیم الربوبیة، بل یعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذین اصطفاهم واجتباهم وببركتهم یرحم عباده فیقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثیرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمین أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا یعتقدون التأثیر لأحد سواه، وأن الأنبیاء والأولیاء لا یخلقون شیئا ولا یملكون ضرا ولا نفعا وإنما یرحم الله العباد ببركتهم. فاعتقاد المشركین استحقاق أصنامهم العبادة والألوهیة هو الذی أوقعهم فی الشرك لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقیمت علیهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم یعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرین (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى) فكیف یجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن یجعلوا المؤمنین الموحدین مثل أولئك المشركین الذین یعتقدون ألوهیة الأصنام؟!<br>
ومما ردوا به علیه فی الرسائل المؤلفة للرد علیه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنین ما اتخذوا الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام ولا الأولیاء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم یعتقدون أنهم عبیدالله مخلوقون ولا یعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذین نزلت فیهم هذه الآیات فكانوا یعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهیة ویعظمونها تعظیم الربوبیة وإن كانوا یعتقدون أنها لا تخلق شیئا، وأما المؤمنون فلا یعتقدون فی الأنبیاء والأولیاء استحقاق العبادة والألوهیة ولا یعظمونهم تعظیم الربوبیة، بل یعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذین اصطفاهم واجتباهم وببركتهم یرحم عباده فیقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثیرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمین أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا یعتقدون التأثیر لأحد سواه، وأن الأنبیاء والأولیاء لا یخلقون شیئا ولا یملكون ضرا ولا نفعا وإنما یرحم الله العباد ببركتهم. فاعتقاد المشركین استحقاق أصنامهم العبادة والألوهیة هو الذی أوقعهم فی الشرك لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقیمت علیهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم یعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرین (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى) فكیف یجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن یجعلوا المؤمنین الموحدین مثل أولئك المشركین الذین یعتقدون ألوهیة الأصنام؟!<br>
===رد دوم===
===رد دوم===
فجمیع الآیات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركین ولا یدخل فیه أحد من المؤمنین. روى البخاری عن عبد الله بن عمر رضی الله عنهما عن النبی صلى الله علیه وسلم فی وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آیات نزلت فی الكفار فحملوها على المؤمنین، وفی روایة عن ابن عمر أیضا أنه صلى الله علیه وسلم قال: "أخوف ما أخاف على أمتی رجل یتأول القرآن بصنعه فی غیر موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغیره شركا ما كان یصدر من النبی صلى الله علیه وسلم وأصحابة وسلف الأمة وخلفها.<br>
فجمیع الآیات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركین ولا یدخل فیه أحد من المؤمنین. روى البخاری عن عبد الله بن عمر رضی الله عنهما عن النبی صلى الله علیه وسلم فی وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آیات نزلت فی الكفار فحملوها على المؤمنین، وفی روایة عن ابن عمر أیضا أنه صلى الله علیه وسلم قال: "أخوف ما أخاف على أمتی رجل یتأول القرآن بصنعه فی غیر موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغیره شركا ما كان یصدر من النبی صلى الله علیه وسلم وأصحابة وسلف الأمة وخلفها.<br>
Writers، confirmed، مدیران
۸۵٬۸۳۹

ویرایش